100 إصابة حرجة في الجنوب السوري محرومة من العلاج بعد إغلاق حكومة عمان لحدودها
نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل
الموت في سوريا أصبح ربما أمراً محصّلاً ليس إلا، ولكن الكارثة في الحياة وفي الأحياء المصابين، الذي ينتظرون علاجاً بات الحصول عليه مهمة شبه مستحيلة، في ظل تردي الوضع الطبي ونقص المعدات والأدوية في معظم المناطق.
في الجنوب السوري، تم تعليق جميع القرارات المتعلقة بإدخال الجرحى السوريين إلى المستشفيات والمراكز التابعة لوزارة الصحة في الأردن، بعد إغلاق حكومة عمان حدودها نهاية حزيران الماضي، وذلك على خلفية تفجير تنظيم داعش سيارة مفخخة على الحدود السورية – الأردنية في منطقة الركبان، بل ولا تتوانى في إعادة المصابين إلى سوريا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يمنع الحكومات من إعادة الأشخاص إلى الأماكن التي قد يكون فيها خطر على حياتهم.
سياسة الأردن تضع حالة عشرات المصابين في دائرة الخطر، إن لم تتم معالجتهم على وجه السرعة، حسب ما حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والتي دعت الحكومة الأردنية إلى إدخال الجرحى العالقين عند معبر تل شهاب، بعد وفاة سبعة منهم حسب ما وثقت، فيما ينتظر الآخرون المصير المؤلم ذاته.
أحد المصابين تحدّث لراديو الكل عن حاجته لإجراء عمل جراحي عاجل بعد إصابته بسبب القصف، مشيراً إلى تلقيه الإسعافات الأولية في مشفى درعا الميداني الذي يفتقد للأدوية والمعدات حسب ما أكد.
إغلاق الحدود لم يُبق أمام الهيئات الطبية المحلية وذوي الجرحى من حل سوى الاعتماد على ما تيسر من موارد المشافي الميدانية، والتي لا يخفى على أحد تواضعها وفقرها، حسب ما تحدث أحد أعضاء الكادر الطبي في الجنوب السوري، والذي أشار إلى وفاة 3 جرحى بعد إعادة حرس الحدود الأردني لهم مراراً وتكراراً.
الوضع الطبي السيء ألقى بظلاله السيئة على طاقم الدفاع المدني وزاد من العبء عليه، وجعله يقف عاجزاً في معظم الأحيان أمام الجرحى بإصابات خطيرة، وسط منع حرس الحدود الأردني اقتراب أي شخص من الحدود، حسب ما تحدث لراديو الكل أحد عناصر منظومة الدفاع المدني.
من جهته أشار المدير الإعلامي لمكتب الإخلاء الطبي الموحد في درعا “قصي أبو جمال” إلى وجود نحو 100 جريح حالتهم حرجة بحاجة لعلاج في مشافي الأدرن على نحو سريع وعاجل، إلا أن السلطات الأردنية تقابل طلباتهم دوماً بالرفض،
وأوضح “أبو جمال” في حديثه مع راديو الكل، أن ملف الجرحى العالقين هو شأن سياسي دولي، لافتاً إلى تواصلهم مع العديد من المنظمات الإنسانية والطبية والحقوقية للضغط على حكومة عمان لفتح الحدود، ولكن الرد يكون بأن الموضوع غبر قابل للنقاش مع الطرف الأردني.
توجه الجرحى في الجنوب السوري نحو المعابر الحدودية مع الأردن كان خياراً لا مهرب منه، في ظل تردي الوضع الطبي وعجز النقاط الموجودة عن التعامل مع معظم الحالات، إلا أن البلد الشقيق لا يبدو أنه يعي سوداوية المشهد ومعاناة المرضى السوريين، الذين باتوا بالنسبة له مجرد أرقام، لا أخوة الدم والعروبة….. كما يدعون!