لماذا نُطعم أطفالنا ضد شلل الأطفال؟

مي الحمصي – راديو الكل

لا تزال الجولة الثالثة من حملة اللقاحات الروتينية مستمرة في كل من ادلب وحماه وحمص وريف اللاذقية، والتي سيُطعم خلالها قرابة الـ 550 ألف طفل باللقاح الخماسي ولقاح الحصبة والحصبة الألمانية، والشلل الفموي، كونها من الأمراض المعدية والخطيرة.

وفي حديثنا اليوم نتناول مرض شلل الأطفال، الذي كاد ينقرض من سوريا في عام 1999 ولكن الأحداث التي عصفت بالبلاد أعادت هذا المرض الخطير إلى الواجهة، ففي عام 2013 سجلت منظمة الصحة العالمية ظهور عدة حالات إصابة في شرق سوريا، ما دعا منظمة الصحة وبالتعاون مع منظمة اليونيسيف إلى التدخل للحد من انتشاره قبل أن يتحول لوباء يجتاح المنطقة وذلك من خلال تنظيم حملات للتطعيم ضد شلل الأطفال في البلاد.

ولكن لماذا نال مرض شلل الأطفال هذا الكم من الاهتمام الدولي، هو سؤال تجاوب عليه منظمة الصحة العالمية في أحد تقريرها اذ اعتبرت “وجود طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل يهدد الأطفال في جميع البلدان لخطر الإصابة بالمرض”، وهو ما كان حافزا قويا للعمل على القضاء عليه قبل انتشاره في سوريا.

وبالمقابل ما الذي يعرفه السوريون عن المرض، هو سؤال طرحه مراسلو راديو الكل على عدد من الأهالي في الداخل السوري، حيث تبيّن وجود وعي عام بخطورة المرض وأثاره على الطفل جسديا، ومدى ضرورة تلقي اللقاح للحماية من شلل الأطفال، فيما اختلفت معلوماتهم حول إن كان المرض معدي أو غير معدي.

وهو ما أوضحه طبيب الأطفال “مصطفى أبو زريد” الذي عرّف مرض شلل الأطفال بأنه مرض فيروسي شديد العدوى وينتقل بسهولة من طفل لآخر عبر المفرزات الأنفية والفموية والبرازية، فينتقل عن طريق الفم أو الأنف أو بالطعام والشراب الملوثين، وتمتد فترة حضانة الفيروس من مدة أسبوع لـ 4 أسابيع لا يظهر خلالها أية أعراض على الطفل ولا يمكن الكشف عن اصابته سريريا، وبعد فترة الحضانة تظهر أعراض الإصابة وهي (الحرارة المرتفعة والتعب والألم في البلعوم وأحيانا الإقياء) وتستمر من أسبوع لأسبوعين.

وأضاف “أبو زريد” خلال لقاءه مع راديو الكل أن الاصابة تقسم لثلاثة أقسام، في الأولى يُصاب الطفل إصابة خفيفة بالفيروس ويُشفى، أما البعض الأخر الذين تكون إصابتهم أكثر شدة فيصابون بشلل ولكنه يزول، فيما يبقى هذا الشلل دائما عند القسم الأخير الذي يتعرض للإصابة الشديدة، مشيرا إلى أن معيار اختلاف الإصابة بين طفل وآخر، عدد الفيروسات التي أصيب بها الطفل ومدى قوة مناعته.

وفي السياق، بيّن “أبو زريق” آلية عمل فيروس شلل الأطفال الذي يدخل جسد الطفل عن طريق الفم والأنف، ليتمركز في الحلق والأمعاء حيث يتطور ويتنامى وينتقل بعدها إلى العقد الليمفاوية ثم إلى الجسم عن طريق الدم، ويصيب كل الأعضاء، كالقلب والكليتين والعضلات، ويتركز عادة بأعصاب النخاع الشوكي في القرن الأمامي الحركي ما يسبب الإصابة الشللية.

وشدّد “أبو زريد” على ضرورة تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال اذ أنه يصيب الأطفال في أي عمر، مستذكرا قصة امرأة تعمل في المجال الطبي تعرض وليدها في عمر الشهر والنصف لمرض الشلل، وبالتالي لا يجب التهاون بهذا اللقاح أبدا والذي هو عبارة عن فيروس حي مُضعف، موضحا أن جرعتين من اللقاح تُمنع الطفل بنسبة 90% لذا لابد من إعطائه ثلاث جرعات كحد أدنى يُضاف لها الجرعات الداعمة، ومنوها إلى أن الطفل الذي تؤدي اصابته بالمرض إلى الشلل لا يمكن أن يعود طبيعيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى