الحصبة الألمانية وتأثيرها على الأجنة لدى الحوامل

مي الحمصي – راديو الكل

في الوقت الذي تستمر فيه الجولة الثالثة من حملة اللقاح الروتيني في كل من (إدلب وحماه وحمص وريف اللاذقية)  والتي تشمل كلاً من اللقاح الخماسي ولقاح الحصبة والحصبة الألمانية، والشلل الفموي، يتبادر إلى الذهن سؤال حول أهمية هذه اللقاحات والفرق بين أنواعها.

الفرق بين الحصبة والحصبة الألمانية:

وفي هذا السياق، أوضح مسؤول اللقاح في مديرية صحة حلب الحرة الدكتور “حسن نيرباني” أنهما مرضين مختلفين تماماً ولكل واحد منهما مسبب مختلف عن الآخر، أما الأول فهو معروف في الداخل السوري بالـ”حرسان” وهو طفح جلدي، أما الحصبة الألمانية فتتظاهر بما يشبه الحصبة لكن بأعراض أخف لكنها تسبب اختلاط كبير لدى الأجنة وحديثي الولادة.

وحول خطورة هذا المرض وتأثيره على المرأة الحامل، التقى راديو الكل عدداً من النساء في الداخل السوري، حيث وجدنا أن بعضهن على دراية بخطورة إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية، فيما لم يكن لدى الأخريات اطلاع أو معرفة عن الحصبة الألمانية أو مدى خطورتها على المرأة الحامل.

من جهتها، أكدت الطبيبة “هنادي الباشا” أن الحصبة الألمانية تسبب تشوه جنيني خاصة إن أصيبت به الحامل خلال الثلث الأول من الحمل، وتسبب متلازمة الحصبة الألمانية عند الطفل الصمم والماء الأبيض في العين، وضخامة كبد وضحال وعيوب خلقية، وتأخر روحي حركي، لافتة إلى أنه لا يوجد علاج ناجع للمرأة التي أصيبت بالحصبة الألمانية، رغم وجود دواء يخفف من الأعراض فقط لا غير.

وأضافت “الباشا” خلال لقاء لها مع راديو الكل، أمس أنه على المرأة تلقي اللقاح قبل الحمل إن لم تتلقاه في صغرها، ويظهر ذلك بالتحاليل التي يوصي بها الطبيب قبل حدوث الحمل، مشيرة إلى أن المرأة تحتاج اللقاح مرة واحدة أو مرتين.

ونصحت “الباشا” أهالي الأطفال بضرورة تطعيم أبنائهم ضد مرض الحصبة الألمانية، أما النساء الحوامل ممن يُشك في تلقيها اللقاح في صغرها، فيجب عليها الابتعاد عن الطفل المصاب بالحصبة الألمانية وأن تضع الكمامة عند الاقتراب منه.

ولكن ما هي الحصبة الألمانية؟ هو سؤال جاوبت عليه منظمة الصحة العالمية قائلة: ” الحصبة الألمانية عبارة عن عدوى حادة سارية وفيروسية. ومع أنها عدوى معتدلة الأعراض عموماً لدى الأطفال فإن عواقبها وخيمة عندما تصيب الحوامل لأنها تسبب قتل الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية، وتُعرف باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.”

وينتقل فيروس الحصبة الألمانية بواسطة الرذاذ المحمول بالهواء عندما يعطس الإنسان أو يسعل، وهو المضيف الوحيد المعروف لهذا المرض.

وبيّنت الصحة العالمية في تقرير صادر عنها نهاية عام 2015 أنها مستمرة في مبادرة استئصال الحصبة والحصبة الألمانية وهي خطة استراتيجية عالمية لاستئصال هذين المرضين تغطي الفترة 2012-2020.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى