حي الوعر يدخل شهره الخامس تحت الحصار الكامل… و 100 ألف مدني محاصرون داخل الحي
يرزح حي الوعر أكبر أحياء حمص تحت حصار كامل منذ خمسة أشهر، بعد تجميد اتفاق الهدنة المبرم بين أهالي الحي من جهة وقوات النظام من جهة أخرى، إثر رفض الأهالي استمكال تطبيق بنودها بسبب تعنت النظام ورفضه إطلاق سراح المعتقلين.
حصار الأشهر الأخيرة منبثق من حصار جزئي جاوز العامين استنفذت فيه معظم المواد الغذائية والأدوية التي كانت تدخل إلى الحي بكميات قليلة ومحدودة تبعاً لاتفاقيات مع النظام، حسب ما تحدث لراديو الكل الناشط الإعلامي سامر الحمصي.
مشهد كارثي داخل الحي الذي يفتقد لأبسط مقومات الحياة، جعل من رغيف الخبز حلماً صعب المنال للمحاصرين البالغ عددهم مئة ألف نسمة، ما اضطر بعضهم إلى استبدال القمح بحبوب أخرى مثل الذرة والبرغل والفاصوليا لصنع الخبز.
ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً شهد الحي آخر زيارة لوفد الأمم المتحدة، تلقى خلالها الأهالي وعوداً بفتح الطرقات وإعادة الخدمات والكهرباء، إلا أن تلك الوعود لا تزال معلقة، فيما تهدد الحي كارثة إنسانية مع نفاذ المساعدات التي دخلت الشهر الماضي، والتي كانت لا تكفي أصلاً لنصف عدد العوائل.
ويشدد الحمصي على خطورة الوضع خاصة على الأطفال، في ظل غياب الأدوية الطبية واللقاحات، وعدم وجود حليب الأطفال، الذي وإن وجد فإن سعره لا قبل عن خمسة آلاف ليرة سورية للعلبة الواحدة كما تابع يقول، فضلاً عن حرمان الصغار من التعليم بسبب القصف والوضع الأمني.
تدهور اوضاع الحي اضطرت عدداً من الأهالي إلى الفرار منه؛ في مغامرة محفوفة بالمخاطر، بدءاً من القصف ورصاص القناصة، وليس انتهاء بالاعتقال.
هو الجوع إذاً…. يهدد مرة أخرى حي الوعر المحاصر، في مشهد سوداوي يعيد إلى الذاكرة الصور المرعبة التي خرجت من مضايا والمعضمية وغيرها من المدن الثائرة التي وقفت في وجه النظام فكانت رسالته لها إما جوع او ركوع!