رسائل العيد من قلب المناطق السورية المحررة
“لا وجود للعيد في سوريا، عن أي عيد تتكلمون، نتمنى أن تنتهي الحرب وهنا ستكون فرحة العيد”.. هو لسان حال السوريين الذين تركوا منازلهم ونزحوا هرباً من الموت إما جوعاً أو هرباً من براميل النظام المتفجرة، ليأتي العيد من جديد على السوريين، وقد سيطرت عليهم أجواء الحرب والاغتراب.
ومع دخول الحرب عامها السادس، وفي عيد الفطر يرسل السوريون رسائلهم من قلب الحصار، ليسمعوا العالم أجمع أصوات معاناتهم، لتخرج الرسالة الأولى من درعا جنوب البلاد والتي منها كانت انطلاقة شرارة الثورة، حيث لفتوا أن المناطق المحررة لطالما استقبلت الأعياد بقصف النظام بالصواريخ والمدفعية.
ومن جنوب البلاد إلى وسطها، تخرج الأصوات من ريف حمص الشمالي، مطالبة الأمم المتحدة بتحمل جزء من مسؤولياتها، أمام ما يمر به المدنيون من أوضاع إنسانية غاية في السوء، كذلك فك الحصار عن جميع المناطق المحاصرة من قبل النظام.
وفي عيد الفطر لا يختلف واقع الحصار في حي الوعر عن غيره من المناطق المحاصرة، لتتعالى صيحات المحاصرين برسالة تؤكد، بأن العيد الأكبر في سوريا سيكون بالخلاص من نظام الأسد ومن يسانده من روسيا والميليشيات الأخرى.
يحل عيد الفطر وحلب في كل يوم تباد لتشكل أكبر مأساة وكارثة إنسانية، وسط صمت العالم أجمع، الذي بات يقف متفرجاً على البراميل المتفجرة والقنابل الفوسفورية الحارقة والصواريخ التي تتساقط بشكل جنوني من نظام لا يرحم، لتهتف الحناجر برسالة واحدة ومع أول أيام العيد: “أوقفوا القتل فحلب تحترق”.
يحتار أهالي الريف الحموي، ماهي الرسائل التي من المفترض أن يتم توجيهها للعالم أجمع، بسبب اليأس من توجيه النداءات والمناشدات، فالشعب السوري لم يعد يحتمل حالة الحصار التي يفرضها النظام تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، فلا أهمية لتلك الرسائل حول ما يجري في سوريا من قتل ودما ونزوح.
تمضي الأيام والحزن يخيم على قلوب أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق، وبات الكثيرون يتشوقون للحظات فرح صار مفقوداً في كل أشكال الحياة، وفي هذا الوقت وعند حلول العيد يطالب أهالي الغوطة من خلال رسائل تخرج من قلب الحصار، العالم أجمع بألا ينسى المحاصرين، كما يطالبون الفصائل العسكرية في قلب الغوطة بضرورة التوحد، فالهم واحد والهدف واحد.