ما هي انعكاسات عودة العلاقات التركية الروسية على الملف السوري؟

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي لافروف، على أهمية التنسيق السياسي والعسكري بين الجانبين بما يخص الملف السوري الملف السوري.

ويأتي ذلك خلال اجتمع جمع الطرفان أمس الجمعة، في منتجع سوتشي جنوبي روسيا، والذي يعتبر الأول من نوعه منذ عودة الاتصالات بين البلدين بعد قطيعة إثر أزمة دبلوماسية استمرت لعدة أشهر.

وأعلن لافروف، أنه اتفق مع نظيره التركي على استئناف نشاط مجموعة العمل لمحاربة الإرهاب، مضيفاً أن روسيا وتركيا مهتمتان في فصل المعارضة عن الإرهابيين في سوريا، لافروف أمِل أيضاً بإجراء اتصالات بين الجيشين الروسي والتركي بشأن سوريا، و أن يعيد هذا اللقاء العلاقات إلى طبيعتها”.

وشدد لافروف على أن التعاون مع تركيا لمواجهة الإرهاب يكتسب أهمية إضافية، مشيرا إلى أهمية منع الإرهابيين من استخدام الأراضي التركية.

فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية التركي قوله بعد الاجتماع إن على تركيا وروسيا العمل معا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مضيفاً “الوضع في سوريا ليس واعدا، ولكن علينا أن نعمل معا من أجل حل سياسي”، معلناً انه يؤيد الاستئناف السريع للمفاوضات السورية في جنيف، ونفى جاويش أوغلو وجود خلاف بين روسيا وتركيا في تقييم المجموعات المعارضة والإرهابيين.

ويأتي ذلك بعد أن بدأت روسيا وتركيا، الأربعاء، تطبيع العلاقات بينهما بعد أشهر من أزمة دبلوماسية خطرة نتجت عن إسقاط طائرات إف-16 تركية مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا، وذلك عقب اجراء رئيسا البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، الأربعاء، مكالمة هي الأولى منذ بدء الأزمة، وقرر الجانبان أن يلتقيا قريبا، كما امر بوتين برفع الهقوبات المفروضة على تركيا.

عودة العلاقات بين تركيا وروسيا تزامنت أيضاً مع تغيير تركيا المسؤولين المعنيين في الملف السوري، وهذا ما رأى فيه مراقبون بداية تغير في الموقف التركي، وان الأيام القادمة ستكشف ما إذا سينعكس ذلك إيجابا او سلباً على المعارضة السورية.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي والاستراتيجي “حسام نجار” لراديو الكل، أن تركيا تريد تسوية وضعها العالمي بعد تجميد الاتحاد الأوربي إدخال تركيا في عضويته ورفع التأشيرة على المواطنين الأتراك لدخول دول أوربا، لذا عملت على تسوية العلاقات مع روسيا بالتزامن مع تطبيع علاقتها مع إسرائيل، لافتاً إلى الشراكة والعلاقات الاقتصادية الكبيرة بين روسيا وتركيا.

وحول انعكاسات التقارب التركي الروسي الحالي على أوساط المعارضة السورية، اعتبر “نجار” أن المعارضة السورية لم تتفق فيما بينها من ناحية معارضتها للنظام فكيف تتفق على الموقف التركي، مضيفاً أن المعارضة السورية لم تقدم أية فائدة لأنها متشرذمة وتشهد صراعات فيما بينها.

وأوضح أن تزامن الانفراج الاسرائيلي التركي مع الانفراج الروسي التركي وظهور الاتفاق الإيراني الأمريكي، يدلل على وجود تسوية كاملة في المنطقة، إلى جانب الحد من قدرة تركيا على التمدد داخل المجتمع العربي والإسلامي واعتبارها دولة إقليمية فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى