وجبات رمضانية فاسدة وراء تسمم أكثر من 250 شخصاً في الغوطة الشرقية
راديو الكل ـ خاص
ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها فعل الخير كما يفترض له أن يكون بحالات تسمم بين أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق، لكن هذه المرة كانت الحصيلة أكبر حيث تسمم نحو 265 من المدنيين، معظمهم من الاطفال، ونقلوا على إثرها الى النقاط الطبية في مدينة دوما، وذلك بسبب الطعام الفاسد الذي وزعته المطابخ الخيرية الرمضانية على المدنيين، حسب مراسل راديو الكل من ريف دمشق، مبيناً أن هذا شهر رمضان لهذا العام هو الأسوأ على سكان الغوطة الشرقية حيث توقفت المطابخ مؤخراً دون بيان الأسباب واليوم فإنها تتسبب بحالات تسمم.
وأشار المراسل إلى أن سبب فساد الأطعمة يعود إلى القيام بطبخ الطعام من (الأرز والبازلاء والكبسة) في ساعات الصباح ووضعها في صحون وتغليفها بنايلون وهي ساخنة وتترك على حالها وتوزع في المساء قبل الافطار.
وتتركز أكثر إصابات التسمم في مناطق دوما والشيفونية والمرج، وبناء عليه زار المجلس المحلي لمدينة دوما المنظمات التي تطبخ الوجبات الرمضانية مثل (بشائر وتكافل) للاشراف على آلية عملها.
وجاءت حالات التسمم بعد أيام قليلة من تباهي المكتب الاغاثي في الغوطة الشرقية بتوزيع نحو 50 ألف وجبة رمضانية ضمن 4 مشاريع خيرية.
كما تأتي هذه الحادثة عقب مرور ثلاثة أيام فقط على إعلان تنسيقية بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي عن جائحة تسممية طالت ما يزيد عن 1200 شخص.
وأفادت مصادر لراديو الكل أن السبب الرئيسي لهذه الجائحة لم يتضح بعد، فيما يرجح بأن يكون تلوث الآبار الارتوازية التي تغذي البلدة بالمياه وراء هذه الحالات.
وقبلها أيضاً، شهدت الغوطة الشرقية وفاة 4 أطفال نازحين إثر التسمم بعبوات عصير فاسدة في بلدة جسرين التابعة إلى الغوطة الشرقية، حيث كشفت التحاليل المخبرية لعلب العصير، أنها تعرّضت لمياه الصرف الصحي، ما يدل على سوء التخزين.
وقال الدكتور “حسين” العامل في مشفى المرج بالغوطة الشرقية: “في تمام الساعة التاسعة مساء من يوم أول أمس الاثنين توافد عدد كبير من الحالات إلى المشفى ظهرت عليهم أعراض التسمم الغذائي، من إقياء حاد وإسهال وتعب ووهن عام وارتفاع درجات حرارة، فيما سجل بعض حالات الإغماء”.
وأضاف الدكتور لراديو الكل، أن هذه المرة الأولى من حالات التسمم الغذائي التي تشهدها الغوطة الشرقية، حيث وصل العدد إلى 300 حالة بينهم عوائل كاملة، وكانت فئة الأطفال النسبة الأكبر من الإصابات وصلت إلى أكثر 60%، فيما تم السيطرة على جميع الحالات وهي في طور الشفاء، دون تسجيل أية حالة وفاة.
وأشار أن المسؤولية تقع على القائمين بتنظيم حملات الإفطار حيث كان حري بهم التأكد من صلاحية المواد والغذاء وحفظها بشكل صحي بعيداً عن الأجواء الحارة، ومراقبة سير العمل والعمال.
وشدد الدكتور في ختام حديثه أن المطلوب في المستقبل لتلافي هكذا حوادث، تكاتف جميع الجهات الطبية المعنية والقطاعات العاملة في المجال الإغاثي والانساني وخاصة توزيع الأغذية، وذلك من خلال اختيار المواد الطازجة وحفظها ببرادات وثلاجات، وأن تطبخ وتوزع مباشرة أو كمواد أولية.