ظهور حالات فقر الدم وسوء التغذية في “الوعر” المحاصر بحمص
لم يكن أهالي حي الوعر بحمص بمنأى عن المعاناة التي عاشها آلاف السوريين، بل كانوا السباقين في تجرع مرارة الحصار الذي عانى من عدد من المدن والبلدات السورية.
يقول “محمد الحمصي” الناطق باسم مركز حمص الإعلامي: “أن النظام أطبق حصاره على الوعر للشهر الرابع على التوالي، حيث يمنع ادخال جميع المواد الغذائية والطبية والصحية والخبز إضافة لقطعه الكهرباء بشكل شبه تام”.
وأضاف “الحمصي” لراديو الكل، أن المحاصرين في الوعر والبالغ عددهم حوالي 100 ألف مدنياً بحاجة إلى مساعدات انسانية عاجلة، فهم يعيشون حالياً تحت خط الفقر وبأدنى مقومات الحياة.
وأكد على بدء تسجيل حالات سوء تغذية وفقر دم لدى الأطفال الرضع والحوامل والمرضعات في ظل عدم توافر الحليب والمكملات الغذائية، وسط تواطؤ دولي ما ينذر بمضايا ثانية في الوعر.
ولفت إلى محاولات النظام المراوغة على المجتمع الدولي لايهامه بأن الوعر غير محاصر من خلال ادخال بعض سيارات الخضار من بطاطا وبصل وثوم غير كافية، وعبر السماح للمدنيين بالتوجه نحو الفرن الآلي الخاضع لسيطرته حيث يتخوف المدنيين من الذهاب لشراء الخبز بسبب أعمال القنص.
واعتبر أنه ومع حلول شهر رمضان لم يختلف الوضع كثيراً على المدنيين، حيث أن الوعر صائم منذ أكثر من شهر ونصف، مشيراً إلى قيام بعض العوائل بتأخير الإفطار لتكون وجبة واحدة مشتركة بين الإفطار والسحور في ظل عدم توافر الطعام.
وأوضح “الحمصي” على أن الاتصالات بين لجنة الحي والنظام شبه مفقودة حالياً وذلك على خلفية اعتقال النظام عدد من أعضاء اللجنة مؤخراً قبل أن يطلق سراحهم.
منوهاً في ختام حديثة إلى التواصل شبه اليومي مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومكتب المبعوث الأممي في دمشق “ستيفان دي مستورا” بخصوص حي الوعر دون التماس أي شيء جدي.
وتعود بداية حصار حي الوعر إلى 3 سنوات حيث كان يسمح النظام خلالها بإدخال بعض المواد، ولكن بعد خرق الهدنة التي أبرمت نهاية العام الماضي أحكم حصاره، ما أدخل الحي في دوامة فقدان المواد الغذائية والنتيجة ظهور حالات فقر دم بين الأهالي الذين يخشون تفاقم أوضاعهم ليتحول الحي الصغير لمضايا جديدة.