انقطاع المياه عن 60 ألف مدنياً في تلبيسة منذ أكثر من 15 يوماً
تعاني مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي من أزمة مياه خانقة، نتيجة توقف مضخات المياه عن العمل لعدم توافر مادة المازوت ما ينذر بكارثة يخيم شبحها على سكان المدينة.
وأطلق أهالي المدينة مناشدات لحل الأزمة التي تعاني منها منذ أكثر من 15 عشر يوماً، الأمر الذي بات يهدد حياة 60 ألف من المدنيين المحاصرين أغلبهم نساء وأطفال، وقال أحد سكان المدينة لراديو الكل أن خزانات المياه فارغة منذ أكثر من 10 أيام، حتى بات استحمام الأطفال يقتصر على مرة واحدة في الشهر ما يهدد باصابتهم بالجرب، فيما لفت أحدهم إلى حاجة الأهالي المتزايدة للمياه بسبب قدوم فصل الصيف.
من جانبه عزا “فيصل الضحيك” رئيس المجلس المحلي في تلبيسة أسباب أزمة المياه لقلة مادة المازوت، بسبب إغلاق المعابر وصعوبة إدخالها للمدينة.
وأضاف “الضحيك” لراديو الكل، أن عمليات الضخ اليومية ما بين (5 و6) تحتاج إلى كمية كبيرة من المازوت ومبالغ مادية طائلة غير متوافرة في المجلس، مشيراً إلى التواصل مع بعض المنظمات والداعمين لتأمين المطلوب لإعادة عملية الضخ، حيث تم تأمين كمية من المازوت من بعض المنظمات، فيما قدم مجلس المحافظة كمية قليلة لا تفي بالغرض.
وحذر رئيس المجلس المحلي، من أزمة إنسانية بسبب انقطاع مياه الشرب عن أهالي المدينة، في ظل توجيهات نداءات الاستغاثة للعديد من المنظمات والهيئات، داخل المدينة وخارجها، مؤكداً أنه من حق أهالي المدينة التذمر من انقطاع المياه.
متطوعون في المجلس المحلي لمدينة لتلبيسة ذكروا أن أكثرُ من 12000 عائلة كانت تستفيد من ضخ المياه، عبر مضخات الديزل التي تم الاستعانة بها، وذلك بعد انقطاع التيار الكهربائي منذ حوالي ثمانية أشهر، مشيرين الى أن هذه المضخات تحتاج اليوم لكميات من مادة الديزل، والتي بدورها تحتاج لكثير من الدعم.
وأمام هذه المشكلة، حاول أهالي المدينة، البحث عن حلول مؤقتة، وتم رفع عدة مشاريع لمجلس المدينة لتأمين الدعم، والذي بدوره وقف عاجزاً أمام الأعباء المالية الكبيرة التي تحتاجها هذه المضخات، حيث تبلغ تحتاج عمليات الضخ على مدار 10 ساعات يومياً حوالي 540 لتر لتغطية ما يقارب 45% فقط من المدينة، فيما تحتاج بعض أحياء تلبيسة لضخ 20 ساعة يومياً.
وحمل كثيرون مجلس المحافظة ومؤسسات المعارضة كالحكومة المؤقتة والائتلاف، مسؤولية أزمة المياه التي تمر بها مدينة تلبيسة، وخاصة مع قرب فصل الصيف، الأمر الذي يزيد من حجم المعاناة.
وقال أحد أبناء المدينة لراديو الكل، أن سعر برميل الماء وصل اليوم الى مئتي ليرة سورية، في ظل عدم قدرة الأهالي على شرائه، نظراً لقلة فرص العمل، وانتشار البطالة، بسبب استمرار حالة الحصار من قبل قوات النظام
أوضاع صعبة يمر بها ريف حمص الشمالي عامة ومدينة تلبيسة خاصة، فلا ماء ولا محروقات، وسط عدم القدرة من أي جهة مسؤولة على تأمين ما يلزم للمدنيين.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن المجلس المحلي أعلن عن عجزه المالي أمام حاجة السكان للمياه، مشيرين إلى أن هذا الشيء ينذر بكارثة حقيقة، تهدد مدينة تلبيسة.
وطالب ناشطون بضرورة تدخل المنظمات الدولية، لمساعدة ما يقارب من ستين ألف نسمة بحاجة اليوم للماء، مشيرين الى غياب الدور الفاعل لأغلب المؤسسات والهيئات التي تدعي تمثيل الأهالي وفق تعبيرهم.