أقسى 9 أيام تمرعلى حلب منذ بداية الثورة.. وعمالها يرفعون الأنقاض في عيدهم!

تزامن مرور الواحد من أيار لعام 2016 مع نكبات جديدة حلت بعمال حلب، وذلك بعد نكبات سابقة قاساها عمال سوريا بالمجمل منذ بداية الحرب وأخرجت أغلبهم من سوق العمل، فالمجلس المحلي لمدينة حلب أصدر بياناً تحدث فيه عن استهداف كوادره العمالية بالتزامن مع عيد العمال بسبب الحملة الوحشية لطيران النظام وروسيا على المدينة.

وبيّن المجلس أن الحملة أسفرت عن استشهاد أحد كوادر المجلس المحلي لمدينة حلب المدعو “حسن عموري” والعامل “تركي العجيل” علماً أن المجلس المجلي فقد في فترة سابقة 15 من عماله وكوادره.

وتحدث المجلس عن الأضرار المادية التي لحقت بحلب خلال 9 أيام في  أقسى قصف شهدته المدينة منذ بدء الثورة بالتأكيد على أن هذه الأضرار طالت  المرافق الخدمية ومشفى القدس في حي السكري  وحي بستان القصر المكتظ بالسكان ومخبز حي العامرية حتى أنه خرج عن الخدمة علماً أنه كان يقدم الخبز لأكثر من 300 عائلة إضافة لمستوصف في حي المرجة ومحطة تعقيم المياه في حي باب النيرب الأمر الذي أدى لإصابة العمال والحرس المناوبين في المحطة وخروجها عن العمل واستهداف مستودع أدوية تابع لمنظومة الإسعاف حتى جرى تدميره بالأكمل وتدمير مركز بستان القصر الطبي بالكامل حتى خرج عن الخدمة وقصف ثلاثة مساجدة دفعة واحدة.

واعتبر عضو المجلس المحلي لمدينة حلب “أسامة تلجو” أن ما حصل هو عملية إبادة بدأت مع تعليق العملية التفاوضية كعقوبة جماعية للمعارضة.

وأشار “تلجو” في تصريحات خاصة لراديو الكل، إلى أن القصف طال المناطق الحيوية للسكان التي تُعنى بتقديم الخدمات للأهالي والرعاية الصحية، حيث استهدف مشفيين (القدس، وشوقي هلال)، ومستوصفين في حيي (المرجة، وبستان القصر) ومحطة لتنقية المياه، ومحطة لتحويل الكهرباء، ومخبز في حي العامرية، كما طال القصف 3 مساجد في المدينة في وقتٍ واحد.

ولفت عضو المجلس المحلي، إلى تجاوز عدد الضحايا في مشفى شوقي هلال 65 ضحية أغلبهم نساء وأطفال، وأضاف وفقاً لمصادر عسكرية أن الطيران الروسي هو الذي استهدف المشفى، مضيفاً أن روسيا تلعب دور المجرم، ومراقب للهدنة في ذات الوقت، وأبدى استغرابه من التزام المجتمع الدولي الصمت إزاء جميع هذا الإجرام الذي يقع على رؤوس المدنيين.

وبيّن “تلجو” أن النظام يريد تعطيل الحياة من خلال ضرب الخدمات ومقومات العيش في المدينة، سعياً منه في إفراغ حلب من سكانها، مؤكداً على إصرار السكان ونزوح عدد قليل منهم.

وأفاد في معرض حديثه على بلوغ عدد الشهداء خلال 9 أيام الماضية 110، نصفهم من النساء وعدد كبير من الأطفال، مضيفاً أنه مقابل كل 10 إصابات هناك تهدم مبنيين سكنيين، كما تم تسوية أبنية كاملة بالأرض، منوهاً إلى استهداف القصف ورشات التصنيع الصغيرة المتواجدة ضمن الأبنية.

وشدد على كلامه نائب المجلس المحلي لمدينة حلب “زكريا أمينو”، والذي أكد أن حجم الدمار لن يثني أبناء المدينة عن صمودها.

وأضاف “أمينو” في حوار خاص مع راديو الكل، أن المجلس المحلي لم يعلق أعماله، إنما أصدر بالأمس بيان أعلن فيه حالة الطوارئ، وأن المدينة “منكوبة”، وطالب البيان كافة المؤسسات القانونية والحقوقية وهيئة الأمم المتحدة أن تكون على قدر المسؤولية الأخلاقية والقانونية لإيقاف الحملة الشرسة للنظام على المدنية.

ولفت أمين المجلس المحلي على تعمد النظام تدمير المستشفيات والمستوصفات والمراكز والمستودعات الطبية والمخابز ومحطات ضخ المياه والكهرباء والمنازل السكنية، مؤكداً أن هذا القصف في نظر القانون الدولي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وبيّن “أمينو” على حاجة المجلس للمعدات وآليات رفع الأنقاض، حيث يعمل الكادر على رفع الأنقاض بالأيادي والمعدات البسيطة، وأكد على وجود شهداء قضوا في مجزرة مشفى القدس لا يزالو تحت الأنقاض، مطالباً جميع المؤسسات وأصدقاء الشعب السوري أن يقدموا الدعم اللازم للمجلس في ظل المحنة التي تمر بها المدينة.

وأشار إلى أن المجلس المحلي يركز عمله في كل منطقة وشارع وسكن في أحياء مدينة حلب التي تتعرض للقصف.

ووسط كم الدمار وانتشار الجثث وتناثر الدمار، بقى رئيس المحلي “بريتا حاج حسن” بعيداً عن أعمال المجلس منذ عدة أيام بسبب اعتقاله من قبل وحدات الحماية الكردية وهو في طريقه لبيته في قرية مريمين بريف حلب الشمالي، ما سبب ارباكاً إدارياً آخر في عمل المجلس، قبل أن تتأكد الأنباء عن الافراج عنه يوم أمس.

بالنهاية، حلب تواجه أشد دمار حملة عسكرية مرت عليها منذ بداية الثورة بأساليب بدائية يمارسها عمال قلائل، بعضهم قضى بالقصف وآخرين اختاروا العمل في بيئات أكثر أمناً ليمر عيد العمال عليهم دون أني يدركوا أو ينتبهوا لذكراه أصلاً.. كونه عيد ممزوج بآلامهم وبطالة الكثيرين منهم منذ بداية الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى