لماذا استثنت التهدئة “الروسية الأمريكية” الجديدة مدينة حلب؟
على وقع المجازر التي يرتكبها طيران النظام في مدينة حلب منذ أكثر من أسبوع، خرج الطرفان الأمريكي والروسي يوم أمس ليعلنا عن تهدئة جديدة في كل من ريفي دمشق واللاذقية، واستثنت حلب التي وقع فيها مئات الشهداء والجرحى وسط دمار شبه تام في البنية التحتية، وسط العديد من علامات الإستفهام التي ارتسمت حول استثناء حلب من التهدئة الجديدة.
عملية “إبادة حلب” أو “حلب تحترق” كما وصفها الناشطون لقت صداها في الأوساط الدولية لكن بمجرد إدانات دولية وشجب لما يحصل دون تحركات فعلية على الأرض.
على الصعيد السياسي، قال رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، إن المفاوضات بشأن مستقبل سوريا السياسي لا يمكن أن تتم في ظل استمرار انتهاكات الهدنة، مضيفاً ” أن الوضع غير مناسب للحديث عن عملية سياسية في ظل المجازر المروعة والانتهاكات الممنهجة للهدنة التي لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض”.
من جهتها، قالت الولايات المتحدة إنها تبحث مع روسيا محاولات إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا رغم قصف مستشفى في حلب هذا الأسبوع، حيث استثنت مدينة حلب من هذه الهدنة على الرغم من القصف العنيف وقتل مئات المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا المحور قال المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد “فايز الأسمر” لراديو الكل، ما تشهده مدينة حلب حالياً مخطط له منذ أشهر ولم يأتِ على قبيل صدفة، فالنظام وروسيا يسعيان إلى تفريغ أحياء المدينة من الحاضنة الشعبية وتشكيل ضغط على الحدود التركية، لأن الحاضنة الشعبية ستقف ضد النظام في حال تمكن من دخول المدينة.
وفي سؤالنا حول استثناء مدينة حلب من التهدئة الجديدة التي شملت مناطق بدمشق واللاذقية، قال “الأسمر” حلب تمثل “بيضة القبان” للنظام وهو يخطط لمعركة حلب الكبرى منذ أكثر من شهرين، حيث قام بحشد القوات الإيرانية من اللواء 65 ومن كافة المليشيات الطائفية الآخرى على تخوم منطقة الحاضر بالريف الجنوبي، إلى جانب نقل المدفعية الروسية من مدينة تدمر إلى الحاضر.
وأضاف العميد في حال سيطر النظام على حلب أو طوقها ستكون ورقة ضغط على الهيئة العليا التابعة للمعارضة في مفاوضات جنيف ضمن الخطط الروسية، مؤكداً بعدم وجود رابط بين تعليق وفد المعارضة مشاركته بالمفاوضات وبين الحملة العسكرية على حلب، لأن النظام يحاول محاصرتها منذ أشهر.
وتوقع “الأسمر” أن يبدء النظام بتمهيد ناري على ريفي حلب الغربي والجنوبي خلال الساعات المقبلة استعداداً لأعمال برية، في محاولة منه لقطع شريان حلب في طريق الكاستيلو، مضيفاً أن إمكانية محاصرة حلب واردة إلا أن اقتحامها حالياً مستبعد.
وبالنسبة لطلب أميركا من روسيا تضمين حلب ضمن الهدنة الجديدة إلا أن الأخيرة رفضت، قال المحلل العسكري أن أميركا أكبر الخائنين للقضية السورية ولا يهمها سوى قتال تنظيم داعش عن طريق الثوار، فهي تمنع تقديم السلاح لبقية الثوار في الجبهات التي تواجه قوات النظام.
متسائلاً في ختام حديثه كيف تطلب الإدارة الأمريكية من روسيا تضمين حلب بالهدنة ووقف القصف، والطائرات الروسية تحوم في الأجواء السورية وتقصف المناطق المحررة والمشافي؟