تأخر إدخال المواد الطبية ينهي حياة مريضي قصور كلوي في الغوطة الشرقية
مع دخول الثورة السورية عامها السادس، يزداد الوضع الطبي سوءا في مناطق الغوطة الشرقية، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوّات النظام، الأمر الذي سبب شحّاً في المواد الطبية ومستلزماتها ومعداتها، حيث تمنع الحواجز التابعة للنظام دخولها، كما تمنع أيضا خروج المدنيين المحاصرين لتلقي العلاج خارج الغوطة الشرقية.
وكان من أكثر المتضررين جراء ذلك مرضى القصور الكلوي، حيث أفاد مراسل راديو الكل في ريف دمشق “ليث العبد الله”، أن المكتب الطبي الموحد في مدينة وما حولها أعلن وفي بيان له، عن وفاة “مريضين اثنين” بالقصور الكلوي، وذلك بسبب تأخر دخول المواد اللازمة للغسيل الكلوي، أحدهما يبلغ من العمر 55 سنة من مدينة جوبر، والثاني وعمره25 سنة من مدينة دوما.
وأشار البيان الى أن منظمة الصحة العالمية، قامت بإدخال 250 جلسة غسيل كلوي بتاريخ الخامس عشر من الشهر الحالي، وذلك بعد توقف القسم عن العمل لمدة 11 يوم، بسبب نفاد المواد الطبية اللازمة لعمله، حيث توقف المركز الوحيد في الغوطة الشرقية بتاريخ الرابع من هذا الشهر.
وناشد المكتب الطبي الموحد، المجتمع الدولي والهيئات الاغاثية، بضرورة التأمين المتواصل لكافة المستلزمات الطبية، ومنها مواد جلسات الغسيل الكلوي، منوها أنهم في مدينة دوما المحاصرة، لم يستلموا حتى الان أي مساعدات طبية بسبب منع النظام لإدخالها.
الدكتور “عمار طباجو” من مركز غسيل الكلى في الغوطة الشرقية، تحدث لراديو الكل عن حالات الوفيات، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي يتسبب بها تأخر ادخال الجلسات الخاصة بمرضى القصور الكلوي، الى ارتقاء عدد من المرضى، مشيراً الى أهمية عامل الزمن بالنسبة لهؤلاء المرضى، ولفت إلى أن تآخر دخول المواد الطبية أدى إلى وفيتين في شهر شباط ومثلهما في نيسان الجاري.
ويعد مركز غسيل الكلى، المركز الوحيد في الغوطة الشرقية، وهو يقدم العلاج لما يقارب 18 مريض وسيطاً، لكنه يعاني من صعوبة تأمين المواد الأساسية لإجراء الجلسات اللازمة للمرضى، وفق ما أفاد به الطبيب “طباجو”، وأضاف أن المركز الذي تم افتتاحه منذ 3 سنوات ونصف يعاني من صعوبات في تأمين المواد الأساسية لإجراء جلسات الغسيل التي يحتاجها المريض أسبوعياً ما بين جلستين أو ثلاث.
وبيّن أن عدم تأمين المواد ودخولها بشكل مستمر وبالوقت المحدد، إضافة لنقص الأدوية اللازمة، الأمر الذي بات يهدد حياة مرضى القصور الكلوي، على الرغم من المطالبات والمناشدات لإدخالها بأسرع وقت ممكن، موكداً على ضروروة إدخال الأدوية العلاجية المكملة لجلسات الغسيل.
مصادر طبية أخرى تحدثت لراديو الكل أن غالبية المرضى، مصابون بقصور كلوي مزمن بأسبابه المتنوعة “كالصدمات الوعائية، وارتفاع الضغط، والداء السكري، والنفروز ، والكيسات الكلوية والتشوهات الولادية “، محمّلين المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في المجال الإنساني كامل المسؤولية القانونية عن “وفاة أي مريض قصور كلوي ، نتيجة عدم دخول المواد اللازمة إلى الغوطة الشرقية.
وتتحدث تلك المصادر أن ما يحصل الآن، كان متوقعا منذ عدة أشهر، وقد حذرت بعض الجهات الطبية من الكارثة التي ستحدث نتيجة نفاذ مستلزمات وحدة غسيل الكلى، لكن نداءها لم يجد آذانا صاغية، لا من النظام ولا من المنظمات الدولية، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من مرضى القصور الكلوي، لعدم توافر جلسات غسيل إسعافية منقذة للحياة، بسبب نفاذ المواد الذي حال دون إسعافهم.
من جانبه، قال الدكتور “أبو حمزة” مسؤول قسم غسيل الكلى في الغوطة الشرقية، إن عدم دخول المواد لإجراء جلسات الغسيل في وقتها المحدد تسبب بأربع وفيات في العام الجاري 2016.
ويعد مركز غسيل الكلى في دوما المركز الوحيد الذي يقدم جلسات الغسيل في جميع أرجاء مناطق الغوطة الشرقية، حيث تم سحب الأجهزة الطبية من تحت الأنقاض بعد قصف المشفى الوطني، ووضعها في مركز دوما الذي تم افتتاحه في شهر أيار من عام 2013، إذ عمل المركز منذ ذلك التاريخ على تقديم الخدمة الطبية لمرضى القصور الكلوي الحاد والمزمن، وفقاً لأبو حمزة.
وأضاف أن المركز كان يعتمد على مخزون مشافي الغوطة الشرقية التي تم قصفها، ولكن مع نهاية عام 2014 وبداية 2015 بدأت المستهلكات الطبية بالنفاذ، ليتم توجيه عدة مناشدات للهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، لتدخل الأخيرة مستهلكات لـ 850 جلسة فيما كان من المقرر أن يدخل مستهلكات لألفي جلسة في عام 2015، ليتوقف دخول المساعدات حتى تم إدخال متسهلكات 250 جلسة فقط الشهر الماضي، حيث توقف المركز عن العمل مرتين في شهري شباط ونيسان بسبب تأخر دخول المواد الطبية.
وأوضح “أبو حمزة” أن كل جسلة تحتاج إلى دارة، وقثطرة عدد 2، وفلتر خاص، ومحلولين حمضي وآخر بيركبونات، إلى جانب أدوية “الهبارين ووان ألفا والأبوتين وأدوية الحديد”، مؤكداً على عدم دخول الأدوية العلاجية المكملة في آخر دفعة مساعدات.