راديو الكل يعرض طرق فريدة لتوليد الكهرباء في المناطق السورية المحاصرة
راديو الكل ـ خاص
مع غياب الكهرباء عن المناطق المحاصرة، يستخدم 80% من المحاصرين وقوداً مسرطناً ينتج عن حريق المخلفات البلاستيكية لتشغيل محركات توليد الطاقة حسب دراسة للجزيرة نت، ويعاني اثنين بين كل خمسة أشخاص وفقاً لأطباء من مشاكل الرؤية والإبهار جراء تكيّف حدقات أعينهم مع الإنارة الضعيفة.
وأكد الانفوغرافيك أنه مرت 4 سنوات على المحاصرين دون أن يستخدموا الأدوات الكهربائية في منازلهم، ومن هنا فإن 40% من المحاصرين يعتمدون على المولدات الكهربائية، و20 % منهم يعتمدون على مصادر الطاقة المتوفرة التي يولدوها بالاعتماد على الطاقة الحركية باستخدام الدراجات الهوائية والقوة العضلية.
ومن العام إلى الخاص ننتقل، ففي مضايا المحاصرة منذ نحو 8 أشهر تغيب الكهرباء عنها منذ نحو سنة ونصف، ويعتمد السكان لأغراض التدفئة على الأخشاب وحرق الأبواب والفرش لاستخدام الخشب في الطهو، والبطاريات لأغراض الإنارة، وينامون باكراً لمواجهة التكاليف العالية للانارة لتدخل البلدة العصور الوسطى، كما يصف عضو المجلس المحلي في مضايا “سمير علي”، حيث أشار إلى أن أحراش مضايا اسُتهلكت في الشتاء الماضي حتى باتت تخلو البلدة من الخشب، ما اضطر الأهالي لإشعال المفروشات الخشبية والإعتماد على حرق النايلون، من أجل الطهي والتدفئة.
ولفت إلى أن مضايا التي يحاصر فيها حوالي 40 ألف مدنياً مقطوعة عنها الكهرباء قبل أشهر الحصار التسعة منذ سنة، وهي تخلو من مصادر الطاقة حيث تتوقف الحياة في البلدة بعد الساعة السادسة مساءً نظراً لعدم توافر النور.
وبيّن “علي” على اعتماد الأهالي حالياً على اضاءة المنازل عن طريق ما يعرف بـ “الليدات” التي تشحن عبر بطاريات صغيرة تعمل على البنزين المستخرج من حرق النايلون، لافتاً إلى خلو البلدة من مادة النايلون التي نفذت هي الآخرى من المنطقة.
وأشار إلى أن مضايا ترتفع فوق سطح البحر بـ 1450 م ما يحرمها من الإستفادة من الشمس حيث تصل درجات الحرارة في الشتاء إلى مادون الصفر، وأفاد في السياق بعدم وجود تغطية للهواتف النقالة حيث أن أبراج البلدة العشرة متوقفة عن العمل.
ولفت إلى انتشار مراكز لشحن الهواتف النقالة والبطارية الصغيرة، حيث يكلف شحن الأول 500 ليرة سورية، فيما يكلف شحن الثاني 1500 ليرة.
وفي دير الزور، أكد الإعلامي “عامر هويدي” بأن المناطق المحاصرة فيها دخلت عصر الظلام، ،ولفت إلى لجوء أغلب الأهالي إلى مصادر الطاقة البديلة كالحطب، والمازوت في حال توافره، كذلك حراقات النفط، مؤكداُ على ارتفاع أسعارها وضعف القدرة الشرائية للأهاليز
وأشار إلى أن المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، يقومون بشراء الأمبيرات من مولدات الكهرباء التابعة لداعش، حيث يتراوح سعر الأمبير الواحد بين (70 و 80) ليرة سورية، ما يضطر الأهالي لدفع ألفي ليرة شهرياً لتشغيل “الليدات” فقط.
بالمقابل فأن المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام فهم محرومون من الكهرباء منذ أكثر من سنة وشهر على الرغم من بعض الاتفاقيات التي تجري بين النظام وداعش بين فترة وآخرى، لافتاً إلى اعتماد المدنيين على المولدات صغيرة الحجم للحصول على الكهرباء، منوهاً إلى انتشار مراكز لشحن الهواتف النقالة وبطاريات الليدات بمبالغ مادية معينة.
والحقيقة فإن القول بأن سوريا عادت للعصور الوسطى ودخلت عصر الظلام ليس مبالغاً فيه، حيث أعلن قبل ذلك تحالف من 130 منظمة إنسانية وحقوقية أن سوريا تعيش في ظلام شبه تام بنسبة بلغت 83% منذ بدء الثورة الشعبية ضد نظام الحكم التي تحولت إلى حرب شاملة في البلاد قبل أربع سنوات، واعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق ديفد ميليباند -العضو في التحالف- أن “سوريا دخلت في عصر الظلام”.
يحدث هذا في وقت توضح فيه تقارير إعلامية إحصائية إن 90 دقيقة اضاءة خلال لعبة كرة قدم مسائية في ستاد “سيغنال أدونا بارك” الخاص بنادي بروسيا دورتموند الألماني، تكفي لإنارة أربعة ملايين ونصف محاصر سوري لمدة شهرين.