الطيران الروسي يعاود قصف مدينة حلب وريفها
عاود الطيران الروسي ليصول ويجول في أجواء مناطق سيطرة الثوار في حلب وريفها، حيث شنّ بالأمس غارات مكثفة على بلدة العيس وتلتها الاستراتجية بالريف الجنوبي، في محاولة منه لمساندة النظام لاستعادة السيطرة على البلدة.
كما طالت غارات الطيران الروسي ظهر اليوم محيط حي الشيخ مقصود ومنطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية المجاور في مدينة حلب، وذلك عبر الصواريخ والقنابل العنقودية، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة خمسة آخرين، تزامن ذلك مع معارك تخوضها الثوار منذ يومين في محاولة منها لاقتحام الحي الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية، في رد على تكرار اعتداءاتها على طريق الكاستيلو الاستراتيجي الذي يعد مدخل مدينة حلب وصلة الوصل الوحيدة التي تربط أحياء حلب المحررة مع مناطق سيطرة المعارضة في ريفيها الشمالي والغربي.
عودة شن الطيران الروسي غارات على هذه المناطق، جاء بعد نحو عشرين يوم على إعلان روسيا سحب قواتها من سوريا، وتوقف القصف على هذه المناطق ، فيما عدا الغارات التي شنها الطيران الروسي على مناطق في ريف حمص الشرقي ومساندة قوات النظام في استعادة السيطرة على مدينة تدمر.
وتعزز الغارات الروسية هذه التكهنات التي أطلقت حين الإعلان المفاجئ لروسيا سحب قواتها بأن يكون هذا الانسحاب وهمي، ويأتي كاستجابة لروسيا للضغوط الدولية بعد ارتكاب الطيران الروسي مجازر بحق المدنيين، وكما يؤكد مواصلة روسيا دعمها للنظام ، فيما يطرح شنها غارات اليوم على مناطق رباط الثوار في محيط حي الشيخ مقصود، تساؤلات حول تنسيق هذه الوحدات سواء مع النظام او روسيا، بل ويعزز هذه التكهنات، فيما لو تم ربط الموضوع بمحاولتها السيطرة على طريق الكاستيلو مؤخراً، وسيطرتها سابقاً على مدينة تل رفعت وعدة بلدات في ريف حلب الشمالي.
وفي هذا الصدد قال “زكريا ملاحفجي” رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم كما أمرت، أن الإنسحاب الروسي كان إعلامي أكثر مما كان حقيقي، حيث انسحبت 20 طائرة من مطار حميميم من أصل 44، كذلك فإن عدد الجنود الروس الذين انسحبوا لم يتجاوز 160 جندي.
وأضاف “ملاحفجي” في حوار مع راديو الكل، أن روسيا عندما شعرت أن النظام غير قادر على الرد مثلما حدث في بلدة العيس عاودت قصفها الجوي، ولفت إلى أن روسيا تسعى بشكل واضح لإعادة تسويق وانتاج النظام من خلال عمليات عسكرية ضد داعش، لإعطاء صورة أمام الرأي العام العالمي بأن النظام يحارب الإرهاب ويسيطر على نقاط معينة مثل مدينة تدمر.
وأشار في مستهل حديثه على التنسيق بين الوحدات الكردية والطيران الروسي والنظام، مثلما حدث عندما سيطرت الوحدات الكردية على مناطق تل رفعت ومنغ ودير جمال، حيث استهدف الطيران الروسي نقاط الثوار بشكل مباشر، منوهاً إلى استهداف الوحدات الكردية طريق الكاستيلو أثناء سريان الهدنة، فيما قام الثوار بالرد على تلك الإعتداءات.
وبيّن “ملاحفجي” على أن النظام وحلفاؤه يخربون العملية السياسية، حيث خرق النظام الهدنة عديد المرات ولم يطلق سراح المعتقلين كما لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة، متسائلاً في ختام حديثه عن كيفية استئناف المفاوضات والطيران الروسي عاود قصفه؟