مجلس الأتارب يرفع سعر الخبز بحجة إغلاق المعابر.. ووحدة التنسيق: منحة آفاد هي السبب

راديو الكل – خاص

تضيق دائرة الحصار على السوريين يوماً بعد يوم من جميع المعابر، وكان آخرها معبر باب الهوى والذي كان متنفس السوريين نحو تركيا وصولاً إلى العالم.

المعبر أغلق أمام حركة المسافرين والتجار قبل أيام بقرار صدر من الجانب التركي  حتى إشعارٍ آخر، باستثناء الحالات الإنسانيّة “الإسعاف”، بينما بقي مفتوحاً أمام حركة السوريّين القادمين من تركيا الى سوريا، وتم قبل ذلك إيقاف تحويل مرضى الحالات الباردة إلى الجانب التركي حتى إشعار آخر أيضا.ً

وتزامن ذلك مع تجمع عشرات آلاف اللاجئين بينهم سوريين في مقدونيا على الحدود اليونانية منعاً لعبورهم لأوروبا.

ولم يكن لاغلاق المعابر أثره على السوريين الذين يريدون الخلاص والسفر من سوريا نحو الخارج إما هرباً من القصف أو طلباً للعلاج في تركيا، ولكنه تسبب بأزمة غذائية في الداخل السوري بعد أيام من اغلاق المعبر، علماً أن مدينة حلب تعاني بالأصل من حصار جزئي بعد تقدم قوات النظام في الريف الشمالي، وبناء عليه عمد المجلس المحلي في حلب قبل ذلك لاتخاذ عدة إجراءات لإدارة الأزمة بما يكفيه بلاء الحصار.

لكن الخطوات التي اتخذها مجلس حلب المحلي والذي تحسس الخطر مع بداية حصار المدنية، كانت بعيدة عن خاطر المعنيين في بقية المجالس المحلية، فبعد يومين من اغلاق معبر باب الهوى، أعلن المجلس المحلي لمدينة الأتارب عن رفع سعر ربطة الخبز بما يتلائم مع تكاليفها الجديدة كما قال.

ويحدثنا نائب رئيس المجلس المحلي في الأتارب “رجب بكور” عن التغير في سعر ربطة الخبز، حيث أشار إلى أن فرن الأتارب كان يبيع ربطة الخبز المؤلفة من 12 رغيف بسعر 100 ليرة سورية، ولكن بعد إغلاق معبر باب الهوى وانقطاع مادة الطحين، تم رفع سعر الربطة إلى 125 ليرة وتقليل الكمية إلى 10 أرغفة.

وبرر مجلس الأتارب رفع سعر الخبز بوقف دعم وتأمين الطحين من قبل الحكومة المؤقتة بسبب اغلاق المعابر الحدودية مع تركيا بشكل كامل، بالاضافة الى ارتفاع اسعار باقي المواد بما فيها المحروقات متأثرة بالدولار منوهاً أنه في حال أعادت الحكومة المؤقتة دعم الطحين، فإن المجلس سيعيد التسعيرة لما كانت عليه حسب ما قال.

ولفت “بكور” لراديو الكل، إلى أن الطحين الذي كان يقدمه الإئتلاف كان يفي بالغرض، لكن بعد إغلاق معبر باب الهوى وانقطاع الطحين، ما اضطر لشراء الطحين من السوق السوداء ما أدى لإرتفاع أسعار الخبز.

 

 

يأتي حديث مجلس الأتارب في وقت تنفي فيه وحدة تنسيق تأثر الطحين باغلاق المعابر، وترى أن هناك أسباب أخرى لارتفاع الطحين  ومنها توقف منحة افاد ويقول منسق المشاريع في وحدة تنسيق الدعم “مالك الحمصي” لراديو الكل، ان المعلومات حول هذا الموضوع متضاربة، وأكد ان المعابر التجارية لا تزال مفتوحة باتجاه دخول الشاحنات والمواد الإغاثية وفقاً لنشرة المعابر الصادرة من وحدة تنسيق الدعم وإدارة المعلومات.

وأكد على أن ارتفاع أسعار الطحين يعود إلى توقف منحة “آفاد” التي كانت تقدم الطحين بشكل مجاني للمجالس المحلية، ما أدى لإرتفاع أسعار الخبز وبروز دور التجار في الإحتكار.

وأشار الحمصي إلى أن وحدة تنسيق الدعم عبر برنامج قمح، وقع مذكرة تفاهم لتصريف القمح بأسعار منافسة في حلب وحماه ودرعا وحمص، لتتمكن المجالس المحلية من شراء الطحين المدعوم.

ولدى سؤال نائب رئيس مجلس الأتارب عن سبب عدم وجود مخزون استراتيجي في الأتارب من الطحين قال، أن المركز الموجود في مدينة الأتارب يقوم بتوزيع كميات الطحين جميعها إلى كافة القرى في ريف حلب الغربي.

ويؤيد مصدر وحدة تنسيق الدعم على ذلك فيرى أنه لاقدره للمجالس على تكوين مخازن فيقول، ان المجالس المحلية تقوم بعملها بشكل يومي وهي غير قادرة على تشكيل مخازن إحتياطية، منوهاً أن برنامج قمح سيسد نصف احتياجات المجالس المحلية.

ولم يتوقف إغلاق المعابر على شح الطحين فقط، وانما تعداه لإرتفاع أسعار جميع السلع بما فيها المحروقات التي تضررت بالدرجة الأولى من انقطاع الطريق، حيث تأثر قطاعات الزراعة والمواصلات والخدمات بإرتفاع أسعار المحروقات، وفقاً للبكور.

ووسط هذه الأجواء يتخوف السكان من أن يحكم الحصار خناقه على الأسواق ونفاذ السوق السوداء وعدم قدرتها على الوفاء بطلباتهم لفترة أطول.

لكن مصدر وحدة تنسيق الدعم يتحدث عن أن الوحدة ستزود المجالس بالطحين خلال الأيام القليلة، ويتحدث أيضاً عن تعاونه مع مجلس حلب المحلي مؤخراً في اجراءاته التي قام بها تجنباً للحصار.

حيث لفت “الحمصي” في نهاية حديثه أن المخزون في الشمالي السوري يقارب 17 ألف طن وستبدأ عمليات توزيع الطحين على المجالس المحلية بأسعار منافسة خلال اليومين القادمين، للمحافظة على أسعار الخبز ومنع الإحتكار.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى