فريق تطوعي يقدم على طلاء أحد سجون النظام السابق واتهامات بمحاولة طمس الأدلة
أقدم فريق “تطوعي” يُطلق على نفسه اسم “سواعد الخير” على طلاء جدران أحد السجون التابعة لنظام الأسد السابق، والتي كانت شاهدة على تعذيب وقتل آلاف المعتقلين، مما أثار حالة من الغضب والاستنكار بين السوريين.
واتهم عدد من الحقوقيين فريق “سواعد الخير” بالعبث بمسرح الجريمة ومحاولة طمس الأدلة على ارتكاب النظام البائد أبشع الجرائم وعمليات التعذيب داخل السجون، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر مجموعة من الشبان والفتيات من فريق “سواعد الخير”، الذي يشرف عليه يزن فويتي، وهو إعلامي سابق لدى النظام السابق، وهم يدخلون أحد السجون ويقومون بطلاء الجدران والرسم عليها.
وبعد انتشار المقطع المصور، أقدم الفريق لاحقاً على حذفه، كما أوقف إمكانية التعليق على منشوراته الأخيرة.
واعتبر الصحفي محمد منصور أن من سمح بالعبث بجدران السجون في سوريا، وأعطى الموافقة للفريق الاستعراضي المستهتر بالدخول، هو شخص مجرم بحق الذاكرة السورية وقيم العدالة وأدلتها، وطالب بعزله ثم محاسبته.
من جانبه، تساءل الصحفي عقيل حسين عمن سمح للفريق بطمس آثار وشواهد جرائم نظام الأسد في هذه المعتقلات، مؤكداً أن هذه الأدلة قانونية للمحاكم وشواهد حية على مرحلة تاريخية.
ويوم الأربعاء الماضي، أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً قالت فيه إنها رصدت انتشار عدد كبير من الفيديوهات التي تُظهر نشطاء وإعلاميين وصحفيين يتجولون بحرية داخل مسارح الجرائم مثل الأفرع الأمنية والسجون.
ولفت إلى أن هؤلاء الأفراد غالباً ما يعبثون بالملفات أو يوثقون وجودهم عبر تصوير أنفسهم أو زملائهم أثناء ذلك. وعلى الرغم من وجود حراس في تلك المواقع، فإنَّ الدخول يتم غالباً إما بموافقة الحراس، أو بناءً على توصية مسبقة، أو تحت غطاء المهنية والاختصاص.
وأكد البيان أنَّ الدخول إلى مسارح الجرائم يخضع لقوانين وبروتوكولات دولية تهدف إلى حماية الأدلة وضمان سلامة التحقيقات.
يشار إلى أن فريق “سواعد الخير” بدأ نشاطه عبر منصة “فيس بوك” بتاريخ 13 من كانون الأول الفائت، أي بعد خمسة أيام من سقوط النظام، وقد أُسس هذا الفريق في محافظة اللاذقية.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل