محكمة أمريكية تدين نظام الأسد بتفجيرات عمان عام 2005

أدانت محكمة أمريكية نظام الأسد بتفجير ثلاث فنادق في العاصمة الأردنية عمان في عام 2005، وحكمت المحكمة غيابياً على النظام بدفع مبلغ 347 مليون دولار كتعويض لأسر الضحايا الأمريكيين، وكان من بين ضحايا هذه التفجيرات المخرج السوري الكبير “مصطفى العقاد”.

وقالت صحيفة “بورتلاند برس هيرالد” إن المحامي الأمريكي “إف آر جينكنز” رفع الدعوى ضد النظام في عام 2012 بالنيابة عن أسر ضحيتين أمريكيتين قتلا في تفجيرات عمان، وأن الحكم صدر عن المحكمة الجزائية الأمريكية في مطلع آذار / مارس الجاري والذي أكد وقوف”المخابرات العسكرية” التابعة للنظام كانت خلف هذه التفجيرات.

وقالت المحكمة إن الوثائق والمعطيات التي قدمتها جهات الادعاء وممثلي عائلة الضحايا أثبتت للمحكمة تورط نظام الأسد في التخطيط والتمويل للهجوم الانتحاري الذي ضرب العاصمة الأردنية، والذي شاركت فيه العراقية “ساجدة الريشاوي” التي فشلت في تفجير حزامها، وأعدمت في 2015، بعد رفض الأردن مقايضتها بالطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي احتجزه تنظيم داعش.

ونقلت الصحيفة عن المحامي”جنكير” قوله : “بأن واجه الكثير من الصعوبات في هذه القضية، لأنه يسعى خلف نظام معروف برعايته للإرهاب، وأكد أن النظام يتبع تكتيكات قانونية خبيثة من شأنها تأخير العدالة”، مشيراً إلى “إنه لولا رعاية الدول للإرهاب لما وجدت منظمات إرهابية”.

في سياق متصل، قال مصدر رفيع بالحكومة الأردنية، إن بلاده تنتظر التفاعل الدولي مع قرار المحكمة الأمريكية الذي أدان نظام الأسد، وفرض غرامة مالية عليها، لدورها في التفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، التي ضربت العاصمة الأردنية عمان عام 2005.

وأضاف المصدر في تصريح لصحيفة “24” الإلكترونية : “نريد التريث في موضوع التعليقات، لأن القضية بحسب اعتقادنا في الحكومة لن تنتهي بهذه المحكمة وستحتاج لمحكمة ثانية، لأن القضاء الأمريكي معقد”.

وفيما قال إن الحكومة الأردنية تنتظر التفاعل الدولي للتعليق والخروج بموقف رسمي، لم يستبعد المصدر تورط إيران إلى جانب النظام في تفجيرات الأربعاء الأسود.

وكانت العاصمة الأردنية تعرضت في التاسع من شهر تشرين الثاني عام 2005 لـثلاث تفجيرات انتحارية استهدفت ثلاثة فنادق تقع في وسط العاصمة الأردنية فيما عرف بالأربعاء الأسود، وخلفت مقتل 57 شخصاً وما ييزيد عن 115 جريحاً.وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة “أبو مصعب الزرقاوي” آنذاك، هذه التفجيرات في رسالة بثت على شبكة الانترنت.

وكان من بين ضحايا هذه التفجيرات المخرج السوري “مصطفى العقاد” مع ابنته حيث كانا في فندق “غراند حياة- عمان”، واشتهر “العقاد” كمخرج سوري عالمي في هوليود ومن أشهر أفلامه “الرسالة” الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة، إضافة إلى فيلم “أسد الصحراء” يتحدث فيه عن “عمر المختار” الذي حارب الاستعمار الإيطالي لليبيا في أوئل القرن العشرين، انتج عام 1981، وقام بدور البطولة في كلاهما الممثل أنطوني كوين، إلى جانب ممثلين عالمين وعرب آخرين.

يذكر أن المحامي “جنكينز” كان قد فاز في عام 2013 بدعوى مماثلة رفعها على نظام الأسد أيضاً، حيث حكمت المحكمة بمسؤولية النظام عن هجمات تمت على مطارات روما وفيينا عام 1985، والتي راح ضحيتهما 19 شخصا وجرح 107 آخرين، وحكمت المحكمة على النظام بدفع تعويض مالي وقدره 25 مليار دولار، والذي يعتبر من أضخم التعويضات التي حكمت بها المحاكم الامريكية آنذاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى