“فيدان” يعلن استئناف عمل السفارة التركية بدمشق ويدعو لحماية الشعب ودعم الإدارة الجديدة

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، استئناف سفارة بلاده في العاصمة دمشق عملها اعتبارا من اليوم السبت، مشيرا إلى أنه كلّف برهان كور أغلو، بأن يكون القائم بالأعمال المؤقت للسفارة التركية.

من جهة أخرى، قال فيدان في مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية، “أفسحنا المجال أمام ضمان انتهاء العملية دون إراقة دماء وبأدنى الخسائر البشرية، من خلال مواصلة المفاوضات مع لاعبين مهمين (روسيا وإيران)”.

وأشاد في الوقت نفسه بالشجاعة الفائقة والعزيمة التي اتسمت بها العملية العسكرية التي نفذتها فصائل المعارضة السورية ضد الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأشار الوزير التركي إلى أنهم أبلغوا إسرائيل بضرورة الابتعاد عن استفزازاتها باحتلال أراضٍ في الجولان السوري، وخطورة هذه الاستراتيجية.

ولفت إلى أن إسرائيل طورت استراتيجية تهدف إلى تدمير القدرات والإمكانات التي تمتلكها الإدارة السورية الجديدة، مبينا أن إسرائيل تريد فتح مجال في سوريا لشن عمليات جوية وبرية في “أي وقت ترغب به”.

وحدة التراب السوري

وفي السياق، قال فيدان: “سوريا لديها حكومة وطنية لا تعترف بـ(واي بي جي) ولا غيره من القوى، وستستعيد سيادتها ووحدة ترابها”.

وأوضح أنّه “لا أحد سيقبل أن يستخرج إرهابيو بي كي كي، القادمين من تركيا والعراق وإيران وأوروبا، النفط (في سوريا) وبيعه للعالم بواسطة مهربين عبر شمال العراق وتحقيق دخل من ذلك”.

وأشار إلى أنّ هيئة تحرير الشام، تمكنت من قبل من إدارة شؤون 5 ملايين سوري في مناطق سيطرتها، منوها إلى انه في إدلب فقط، كان يوجد 4 ملايين من إخوتنا السوريين. واكتسبوا في السنوات الأربع والخمس الماضية في تقديم الخدمات الأساسية والبلدية والتعليم والمواصلات وغيرها”.

عودة السوريين

وأكد وزير الخارجية التركي، ثقته في قدرة الإدارة السورية وشعبها على تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين.

وأردف: “الجميع يرغب بالعودة إلى دياره، ومع تحسن الأوضاع هناك، ومع شعور الناس باستمرار هذا التحسن، أؤمن بأن عدد العائدين سيزداد بالتأكيد”.

الوزير التركي أوضح أن هدفهم في المرحلة الجديدة بسوريا هو “إقناع المجتمع الدولي والجهات الإقليمية الفاعلة بحماية الشعب السوري ودعم الإدارة الجديدة في دمشق، والتعاون من أجل إعادة الاستقرار إلى سوريا مجددا”.

وأكد ضرورة عدم تحوّل سوريا إلى ساحة للصراع على السلطة والنفوذ مجددا، مبينا أن تركيا تتصرف بحساسية بالغة في هذا الخصوص.

ووصف فيدان الملف السوري بأنه “معقدة ومتعددة الجوانب”، لافتا إلى أن تركيا حاولت إدارة هذه الأزمة مع شركائها الدوليين والمحليين من خلال تطوير كافة “الأدوات الفعالة”.

وأفاد بأن نية وسياسة تركيا بخصوص الشأن السوري كانت تتركز على نقطة واحدة دوما، وهي “ضمان رفاهية ورخاء الشعب السوري”.

في الوقت نفسه، شعرت تركيا – بحسب فيدان – في بعض الأحيان بـ “التشاؤم” ولو للحظات، مستشهدا على ذلك بسقوط حلب في قبضة النظام عام 2016، وتعرض بعض المناطق السورية للحصار من قبل قوات الأسد.

وأشار إلى تواصل تركيا الدائم بشأن الملف السوري مع أطراف أخرى مثل روسيا والولايات المتحدة وإيران.

الجيش الوطني

وبالحديث عن الجيش الوطني السوري، أشاد فيدان بقدرة شعب سوريا على تنظيم نفسه، مستشهدا على كلامه ببدايات اندلاع الأحداث وتأسيس السوريين لـ “الجيش السوري الحر” الذي كان نواة الجيش الوطني السوري.

وأضاف أن السنوات التالية لاندلاع الأحداث السورية، شهدت تغييرات في استراتيجية الولايات المتحدة ومعها بعض الأطراف الإقليمية والأوروبية، فيما يتعلق بالملف السوري، وتمثل ذلك في التركيز على مكافحة تنظيم “داعش” بدلا من دعم المعارضة السورية.

وأوضح فيدان أن هذا التغير في استراتيجية واشنطن والأطراف التي كانت تتحرك معها، أسفر عن “مشاكل جيو استراتيجية لا يمكن تخيلها بالنسبة لهم، وقد امتدت آثارها إلى مناطق أخرى”.

وأكد أن أنقرة حذرت تلك الدول والأطراف حينها من ردود الفعل الروسية على الخطوات التي يخطونها، وانتشار تداعيات ذلك على مناطق أخرى “وهذا ما حصل بالتحديد”.

كذلك، أفاد فيدان أن تركيا كانت تتواصل مع المعارضة السورية في البدايات، من خلال جهاز الاستخبارات.

وأوضح أن “أعوان الإمبريالية داخل تركيا وتنظيم غولن الإرهابي، كانوا يدركون هذا، لذا حاولوا تصوير شاحنات المساعدات التي أرسلتها الاستخبارات التركية لتركمان سوريا، على أنها أسلحة مقدمة لتنظيم داعش”.

وشدد على أن القضية السورية ليست مجرد مسألة تُحسم في الساحة السورية فقط، بل “يتم خوض نضال فعلي وسياسي بشأنها داخل تركيا أيضا”.

وكالة الأناضول – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى