إسرائيل تستغل الوضع الراهن في سوريا وتتوغل 25 كيلومتراً داخل أراضيها

أعلنت إسرائيل أنها نفذت أكبر عملية جوية في تاريخها، دمرت خلالها مقدرات الجيش السوري، فيما تحدثت بعض المصادر عن توغل عسكري إسرائيلي في جنوب سوريا، وصل إلى نحو 25 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلاً عن مصدر أمني، أن الجيش دمر طائرات وسفن حربية ومنشآت استراتيجية بسوريا لمنع وصولها إلى المعارضة.

من جانبها، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين إقليميين أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا، الواقعة على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية شرق المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.

في المقابل، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، المعلومات المتعلقة بتوغل قواته لمسافة 25 كيلومتراً جنوب غرب دمشق، مؤكداً أن القوات لم تتجاوز المنطقة العازلة.

وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش ما زال يعمل فقط داخل المنطقة العازلة، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن دمشق.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش يخطط للاستيلاء على منطقة عازلة داخل سوريا وبعض النقاط ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأبلغت إسرائيل مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، أنها اتخذت “إجراءات محدودة ومؤقتة” في القطاع منزوع السلاح على الحدود مع سوريا، لمواجهة “أي تهديد”، ولا سيما لسكان هضبة الجولان المحتلة.

واستغل الجيش الإسرائيلي انسحاب قوات النظام السوري من مواقعها العسكرية للتوغل في مناطق استراتيجية بمحافظة القنيطرة جنوب سوريا.

واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية عدة مواقع في دمشق وريفها والقنيطرة وحمص وحماة ودرعا واللاذقية والقامشلي، بما في ذلك المطارات العسكرية وبطاريات الدفاع الجوي والرادارات ومستودعات الأسلحة والذخيرة ومراكز البحوث العلمية وألوية الصواريخ.

إدانات للتوغلات الإسرائيلية في سوريا

وقال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن، في مؤتمر صحفي اليوم، إنه يتعين وقف القصف الإسرائيلي والتوغل داخل الأراضي السورية، مشدداً على “أهمية عدم قيام أي طرف دولي بتدمير إمكانية التحول في سوريا”.

واتهمت السعودية، أمس، إسرائيل بـ”تخريب” فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها، وذلك تعليقاً على التوغلات الإسرائيلية في الجولان.

وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً قالت فيه إن “الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للأراضي السورية يؤكدان استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعزمها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها”.

كما أدانت قطر بشدة في بيان للخارجية “استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها”، معتبرة ذلك “تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً على سيادة ووحدة سوريا وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي”.

وفي السياق نفسه، عبرت الكويت عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية”، مؤكدة أن ذلك يمثل “انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن”.

من جانبه، أدان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة، مؤكداً على رفض الأردن القاطع لهذا العدوان، وداعياً إلى احترام وحدة سوريا.

وأعربت وزارة الخارجية العراقية عن “إدانتها لاستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا في الجولان”، مؤكدة أن ذلك يمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

بدورها، أدانت جامعة الدول العربية محاولات إسرائيل استغلال الوضع الداخلي في سوريا لتحقيق مكاسب غير قانونية، مؤكدة رفضها للاعتداءات الإسرائيلية.

أما الأمم المتحدة، فأعلنت على لسان متحدثها الرسمي، ستيفان دوجاريك، أن قوة “يوندوف” أبلغت الجانب الإسرائيلي بأن هذه الأفعال تمثل انتهاكاً لاتفاق 1974 الخاص بفض الاشتباك.

وقالت الولايات المتحدة إن “توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة في الجولان ينبغي أن يكون مؤقتاً”، مشددة على ضرورة الالتزام باتفاقيات فصل القوات لعام 1974.

يذكر أن المنطقة العازلة أقيمت بموجب اتفاقية فصل القوات في 31 مايو/أيار 1974، التي حددت خطوط الفصل بين سوريا وإسرائيل، تحت إشراف قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.

وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربع تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 يونيو/حزيران 1967.

وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما.

ومنذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967، تحتل إسرائيل نحو 1200 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كلم مربع، ولا تتوفر معلومات بشأن مساحة المنطقة العازلة.

وكالات – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى