تحذير من “كارثة إنسانية” في مخيمات شمال غربي سوريا بسبب أزمة التدفئة

حذّر فريق منسقو استجابة سوريا، اليوم الإثنين، من “كارثة إنسانية” تهدد مئات آلاف النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا مع تصاعد أزمة التدفئة بعد بدء المنخفضات الجوية والهطولات المطرية الغزيرة.

وقال فريق، في بيان، إن “أكثر من 1574 مخيماً من أصل 1833 في شمال غربي سوريا، تواجه أزمة خانقة في تأمين مواد التدفئة الأساسية، بسبب غياب دعم المنظمات الإنسانية نتيجة انخفاض عمليات التمويل بشكل كبير، ما يعرض حياة مئات الآلاف من النازحين لخطر حقيقي”.

وأضاف أن أسعار مواد التدفئة شهدت ارتفاعًا حادًا بنسبة 28% خلال الأسبوع الماضي، مع توقعات بزيادة الأسعار خلال الفترة القادمة، لتصبح تكلفة الحصول على التدفئة اليومية عبئا يفوق قدرة النازحين.

وشدد على أن الأسرة الواحدة تحتاج إلى العمل لمدة ثلاثة أيام متواصلة لتأمين احتياجاتها من التدفئة ليوم واحد فقط.

وأشار “استجابة سوريا”، إلى أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى استخدام مواد غير آمنة للتدفئة، مثل المواد البلاستيكية ومواد أخرى، ما يؤدي إلى انبعاثات سامة خطيرة تسبب حالات اختناق ووفيات داخل الخيام.

وأضاف أن بعض العائلات تلجأ إلى جمع مواد التدفئة من الأراضي الزراعية المحيطة، ما يعرضهم لخطر المخلفات الحربية غير المنفجرة، التي لا تزال تشكل تهديدا دائمًا، متسببة في إصابات خطيرة ووفيات.

ودعا منسقو استجابة سوريا جميع الأطراف الإنسانية والمنظمات الدولية والجهات المانحة إلى التحرك الفوري لتخفيف معاناة النازحين، وذلك عبر توفير مواد التدفئة الآمنة بشكل عاجل وضمان وصولها إلى جميع المخيمات، ودعم البرامج التمويلية للأسر النازحة لتتمكن من شراء مواد التدفئة بأسعار مناسبة.

وطالب أيضا بتعزيز التوعية بمخاطر المواد غير الآمنة للتدفئة، وضمان توجيه النازحين نحو بدائل آمنة ومستدامة، وتأمين المناطق الزراعية المحيطة بالمخيمات من المخلفات الحربية، بما يضمن سلامة النازحين أثناء جمع مواد التدفئة.

وشدد “منسقو الاستجابة”، على أن توفير التدفئة ليس مجرد احتياج أساسي، بل ضرورة لحماية الأرواح والحفاظ على كرامة النازحين، ودعا جميع الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها الإنسانية والتدخل الفوري قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى كارثة أكبر.

وتتجدد معاناة النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا في كل شتاء، دون وجود حلول ناجعة من قبل الجهات المحلية أو المنظمات الإنسانية، بالتزامن مع نقص حاد بحجم المساعدات الأممية منذ بداية عام 2024.

شمال غربي سوريا – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى