منسقو الاستجابة: الأرقام التي عُرضت بإحاطة مجلس الأمن حول سوريا تحتاج مراجعة

أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” أن الأرقام التي قُدمت في الإحاطة الأخيرة لجلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سوريا تحتاج إلى مراجعة وتحقيق مستقل يعتمد على بيانات موثوقة.

وقال الفريق في بيان له اليوم الجمعة، إن الإحاطة الأخيرة تضمنت العديد من النقاط التي تستوجب التصحيح، مع ضرورة التركيز على الأسباب الحقيقية لتفاقم الأزمة الإنسانية.

وطالب البيان بمراجعة الأرقام المبالغ فيها المتعلقة بالنازحين، مشيراً إلى أن تسجيل دخول أكثر من 540,000 شخص من لبنان إلى سوريا منذ أيلول/سبتمبر الماضي يفتقر إلى الدقة ويعتمد على تقديرات غير موثوقة.

وأوضح أن الرقم المتعلق بانتقال أكثر من 100,000 نازح إلى مناطق سيطرة “قسد” مبالغ فيه، حيث لا يتجاوز العدد الحقيقي 21,000 نازح، بينما سجلت مناطق الشمال الغربي أكثر من 9,000 نازح فقط.

وذكر الفريق أن التصعيد العسكري الذي تقوده قوات النظام بدعم روسي، بما في ذلك الغارات الجوية العشوائية على المناطق الحدودية والبنية التحتية، هو العامل الأساسي لتفاقم الأزمة الإنسانية.

وأضاف أن تسجيل أكثر من 3,844 استهدافاً منذ مطلع العام الحالي في مناطق الشمال الغربي، بينها 96 غارة جوية من الطيران الروسي، إضافة إلى مئات الطائرات المسيّرة الانتحارية.

وأشار إلى أن استخدام معبري باب السلامة والراعي لإدخال المساعدات الإنسانية غير كافٍ لتلبية احتياجات ملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا. فمنذ بداية العام، دخلت 47 شاحنة مساعدات فقط عبر معبر باب السلامة، في حين لم تُسجل أي مساعدات عبر معبر الراعي.

وانتقد الفريق الترحيب الدولي بجهود النظام في افتتاح المعابر، رغم عدم سيطرته الفعلية عليها، معتبراً ذلك محاولة لشرعنة نظام الأسد والاعتراف به دورياً.

ولفت إلى ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدة في شمال غربي سوريا إلى أكثر من 4.5 ملايين شخص، بينهم أكثر من مليوني نازح يعيشون في ظروف صعبة، خاصة مع حلول فصل الشتاء وضعف الاستجابة الإنسانية.

وبيّن أن الاستجابة الشتوية لم تتجاوز 21% من الاحتياجات المطلوبة، في حين بلغت نسبة استجابة الدول المانحة لخطة التمويل الأساسية 28% فقط، وهي الأدنى منذ ست سنوات.

ودعا الفريق إلى ضغط دولي لوقف التصعيد العسكري، ودعم تحقيقات مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين وعرقلة جهود الإغاثة.

وشدد على أن الحلول المؤقتة لن تكفي لمعالجة الأزمة، داعياً إلى تعاون دولي شامل يعالج الأسباب الجذرية للأزمة، ويضع حياة الشعب السوري وكرامته في مقدمة الأولويات.

متابعات – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى