منسقو الاستجابة: ازدياد ملحوظ لظاهرة تسوّل الأطفال في شمال سوريا

رصد فريق منسقو استجابة سوريا تزايداً ملحوظاً في ظاهرة تسوّل الأطفال في شمال سوريا، مشيراً إلى أن هذا الواقع المؤلم يعكس معاناة العائلات في ظل استمرار حالة النزوح الدائم والفقر المدقع.

وقال الفريق في بيان له اليوم الخميس، إن انتشار الأطفال في الشوارع والأسواق طلباً للمساعدة بات يشكّل ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل هؤلاء الأطفال والمجتمع ككل.

وأشار البيان إلى وجود حقائق حول ظاهرة تسوّل الأطفال، حيث يُقدَّر أن 8.5% من الأطفال في الشمال السوري يشاركون بشكل منتظم أو غير منتظم في التسوّل.

وبيّن أن 40% من هؤلاء الأطفال هم من النازحين داخلياً الذين اضطروا للنزوح من منازلهم بسبب العمليات العسكرية، في حين تتراوح أعمار 60% من الأطفال المتسولين بين 6 و14 عاماً، وغالباً ما يُجبرون على ترك التعليم نتيجة ظروف العائلة الاقتصادية.

وأوضح البيان أن 75% من الأسر التي تعتمد على أطفالها في التسوّل تعيش تحت خط الفقر، فيما يعاني أكثر من نصفها من انعدام الأمن الغذائي.

وحدّد البيان أربعة أسباب رئيسية وراء انتشار ظاهرة التسوّل، هي:

  • حالة النزوح القسري والفقر المدقع: إذ تفتقر معظم العائلات إلى دخل مستدام أو دعم كافٍ.
  • ضعف البنية التحتية التعليمية: ما أجبر الأطفال على ترك التعليم والانخراط في أعمال الشوارع.
  • التأثيرات النفسية والاجتماعية: حيث تعاني العديد من العائلات من ضغوط نفسية تدفع بعضها إلى استغلال أطفالها لتأمين الاحتياجات اليومية.
  • غياب التشريعات الفعالة: بالإضافة إلى ضعف تطبيق القوانين التي تحظر استغلال الأطفال، مما ساهم في انتشار الظاهرة، خصوصاً مع وجود مجموعات منظمة تدير عمليات التسوّل.

أما الآثار والتبعات السلبية لهذه الظاهرة فهي بحسب بيان فريق منسقو الاستجابة تتلخص في:

  • ازدياد الأمية بنسبة 40% بين الأطفال في المناطق المتأثرة.
  • تعرض الأطفال لعنف جسدي ونفسي مما يؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية.
  • واحتمالية تحول الأطفال إلى ضحايا للاستغلال الجنسي أو الإجرامي.

وأوضح البيان أنه يمكن الحد من الظاهرة عن طريق تعزيز التعليم وإعادة الأطفال إلى المدارس مع تقديم مساعدات مالية للأسر لتخفيف عبء التعليم، ودعم العائلات الفقيرة من خلال تنفيذ مشاريع اغاثية مستدامة، ومكافحة شبكات استغلال الأطفال من خلال تشكيل فرق متخصصة لمراقبة ومعاقبة الجهات المسؤولة عن استغلال الأطفال للتسول، إضافة إلى توفير برامج توعية للتعريف بمخاطر التسول على الأطفال وتعزيز دور الإعلام في تسليط الضوء على الظاهرة.

وأكد فريق منسقو الاستجابة أن معالجة ظاهرة التسوّل في شمال سوريا ليست مسؤولية فردية، بل هي تحدٍّ مشترك يتطلب تكاتف جهود السلطات المحلية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني. وشدّد على أهمية منح الأولوية لمستقبل الأطفال من خلال توفير بيئة آمنة وحياة كريمة.

 

متابعات – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى