“رايتس ووتش” تحذر من المخاطر التي يواجهها السوريون العائدون من لبنان على يد النظام
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن السوريين الفارين من العنف في لبنان يواجهون مخاطر القمع والاضطهاد على يد نظام الأسد عند عودتهم، بما يشمل الإخفاء القسري، والتعذيب، والوفاة أثناء الاحتجاز. وقالت “رايتس ووتش” في تقرير لها اليوم الأربعاء، إن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على لبنان منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2024 الماضي أجبرت مئات آلاف السوريين على الفرار عائدين إلى سوريا.
وبحسب التقرير، فقد وثّقت “المنظمة” 4 اعتقالات بحق أشخاص عائدين خلال هذه الفترة، بينما أفادت مجموعات أخرى، منها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، عن عشرات حالات الاعتقال الإضافية.
وذكر التقرير أنه في العام 2024، توفي في ظروف مريبة رجلان سوريّان على الأقل كان قد تم ترحيلهما من لبنان وتركيا إلى سوريا في العام 2023 واحتجزهما نظام الأسد منذ حينها، بينما ما يزال اثنان آخران اعتُقلا في لبنان مخفيَّيْن قسرًا منذ تسليمهما إلى النظام في يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز، بحسب مصادر مطلعة.
مقابلات
وأجرت “هيومن رايتس ووتش” مقابلات مع أقارب اعتقل نظام الأسد ذويهم بعد عودتهم من لبنان في أكتوبر/تشرين الأول. ونقلت “المنظمة” شهادة إحدى النساء التي هربت من لبنان إلى سوريا مع زوجها، وهو جندي سوري سابق، و4 أطفال في أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وقالت إن زوجها البالغ من العمر 33 عامًا كان يعيش في لبنان لمدة 13 عامًا، وعندما اشتد القصف الإسرائيلي في أواخر سبتمبر/أيلول، تلقوا تحذيرًا بالإخلاء، وفرّوا بلا شيء، وعاشوا في الشارع لمدة 10 أيام قبل تأمين الأموال للسفر إلى سوريا، ورغم عدم تسجيل زوجها للخدمة العسكرية الاحتياطية، كانوا يعتقدون أن العفو الذي أصدره بشار الأسد مؤخرا، والذي شمل التهرّب من الخدمة العسكرية، سيحميه.
وتابعت: “دخلت مع عائلتها إلى سوريا عبر معبر الدبوسية الحدودي في حمص، حيث اعتقلت المخابرات العسكرية زوجها فورًا، وقالوا لي: “امضِ في طريقك، سيبقى هو معنا”، انتظرت 5 ساعات، متوسلة للحصول على معلومات من دون جدوى، وتعيش حاليا في مكان مكتظ مع عائلتها في سوريا، من دون أي فكرة عن مكان زوجها بينما تعاني لإعالة أطفالها.. قالت: “أتمنى لو بقينا تحت الصواريخ بدل تعرضنا لهذا.. أملي الوحيد هو إطلاق سراح زوجي”.
وأكدت “المنظمة” أنه رغم زعم بعض القادة الأوروبيين بشكل متزايد أن سوريا آمنة للعودة، إلا أنه ينبغي للبلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين إدراك أن سوريا ما تزال غير آمنة للعودة وأن توقف فورًا أي عمليات عودة قسرية أو بدون احترام الإجراءات الواجبة، أو أي خطة لتسهيل مثل هذه العودة.
وطالبت مفوضية اللاجئين بالبقاء على موقفها المنشور في مارس/آذار 2021 والمتمثل في أن سوريا غير آمنة للعودة وأنها لن تشجع العودة أو تسهّلها حتى يتم ضمان الظروف الآمنة والكريمة.
وتشير التقارير في لبنان إلى أن ملاجئ عديدة تمنح الأولوية للنازحين اللبنانيين والفلسطينيين مع منع دخول السوريين إليها، وأن بعض أصحاب المساكن طردوا مستأجريهم السوريين لإفساح المجال للنازحين اللبنانيين.. وحتى قبل الهجوم الإسرائيلي، عاش السوريون في لبنان في بيئة قسرية، مصممة لإجبارهم على التفكير في العودة إلى سوريا، واجهوا ظروفًا قاسية، وتصاعد العداء للأجانب، والترحيل.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل