“رويترز”: إسرائيل أزالت ألغاماً أرضية وأقامت حواجز جديدة قرب الحدود مع سوريا
قالت مصادر أمنية لوكالة “رويترز” إن قوات إسرائيلية أزالت ألغاماً أرضية، وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا، في إشارة إلى أن إسرائيل قد توسع عملياتها البرية ضد «حزب الله» بينما تعزز دفاعاتها.
وبحسب المصادر فإن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لـ«حزب الله» من مسافة أبعد نحو الشرق على الحدود اللبنانية، بينما تنشئ منطقة آمنة تمكنها من القيام بحرية بعمليات مراقبة عسكرية لتحركات الجماعة المسلحة ومنع التسلل.
وفي حين أفادت تقارير بأن إسرائيل تزيل الألغام، كشفت مصادر تحدثت إلى الوكالة عن تفاصيل إضافية غير منشورة، أظهرت أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين المنطقة المنزوعة السلاح نحو الجانب السوري، وتنفذ أعمال حفر لإقامة مزيد من التحصينات في المنطقة.
وتحدث ضابط مخابرات تابع للنظام وعنصر متمركز في جنوب سوريا، وثلاثة مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى إلى “رويترز” أن إزالة الألغام وغيرها من الأعمال الهندسية التي تقوم بها إسرائيل تسارعت خلال الأسابيع الماضية.
وقالت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، إن أعمال إزالة الألغام زادت مع بدء إسرائيل توغلها البري في أول أكتوبر/تشرين الأول لمحاربة «حزب الله» على امتداد المنطقة الجبلية التي تفصل شمال إسرائيل عن جنوب لبنان، على بعد نحو 20 كيلومتراً إلى الغرب.
وقال المصدران السوريان وأحد المصادر اللبنانية، إن إسرائيل كثفت في الفترة نفسها ضرباتها على سوريا، ومنها العاصمة والحدود مع لبنان، كما انسحبت وحدات عسكرية روسية متمركزة في جنوب سوريا لدعم القوات النظام هناك، من موقع مراقبة واحد على الأقل يطل على المنطقة المنزوعة السلاح.
وذكر عنصر النظام المتمركز في الجنوب، أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين الجولان المحتل والمنطقة منزوعة السلاح لمسافة أبعد باتجاه سوريا، وتقيم تحصينات قربها حتى لا يكون هناك أي تسلل في حال اشتعال هذه الجبهة.
وأضاف العنصر أن إسرائيل تقيم فيما يبدو «منطقة عازلة» في المنطقة المنزوعة السلاح.
ومن جانبه، قال مصدر أمني لبناني كبير إن عمليات إزالة الألغام قد تسمح للقوات الإسرائيلية بتطويق “حزب الله” من الشرق.
وفي حين أشار مسؤول في قوات حفظ السلام الدولية في نيويورك، إلى أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك «لاحظت في الآونة الأخيرة بعض أنشطة البناء للقوات العسكرية الإسرائيلية في محيط منطقة الفصل»؛ لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وأوضحت الوكالة أنه لم ترد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، وروسيا، ونظام الأسد، على طلبها للتعليق التحرك الإسرائيلي.
وأفاد المصدران التابعان للنظام، وأحد المصادر اللبنانية بأن القوات الروسية غادرت في هذه الأثناء موقع تل الحارة، وهو أعلى نقطة في محافظة درعا جنوب سوريا، ونقطة مراقبة استراتيجية.
وأوضح ضابط عسكري تابع للنظام أن الروس غادروا بسبب تفاهمات مع الإسرائيليين لمنع الصدام.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أدانت في تقرير صدر عنها بوقت سابق اليوم، احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية في القنيطرة منذ 15 أيلول الماضي وحتى الآن، مشيرة إلى أن قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات ومعدات حفر قامت بالتوغل بعمق 200 متر داخل الأراضي السورية غرب بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، في الجولان السوري المحتل.
ولفتت الشبكة السورية إلى أن إسرائيل بعد توغلها بدأت بجرف الأراضي الزراعية وحفر الخنادق وبناء السواتر الترابية، شرق خط فك الاشتباك وطريق “سوفا 53″ الذي أنشأته إسرائيل داخل سوريا عام 2022، كما عملت على إنشاء نقطة مراقبة مدعمة بسواتر ترابية وخنادق يتراوح عمقها بين 5 إلى 7 أمتار كل كيلومتر.
ونوهت الشبكة إلى أن القوات الإسرائيلية جددت اعتداءها في 11 تشرين الأول الحالي عبر تجريف الأراضي الزراعية قرب بلدة كودنة، والإعلان عن إنشاء ما وصفته بـ”السياج الأمني” على الحدود مع سوريا.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل