“صحيفة”: حكومة الأسد تقدم كل ما يلزم للنازحين اللبنانيين من خدمات وتهمل السوريين
أعلن وزير الداخلية اللبناني “بسام مولوي” اليوم الخميس أن أكثر من 311 ألف لاجئ سوري غادروا الأراضي اللبنانية إلى سوريا خلال أسبوعين.
وقال “مولوي” في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة بيروت: “أرى أن غالبية السوريين في لبنان يمكنهم العودة لبلدهم (إلى مناطق النظام)”.
في حين بلغ العدد الإجمالي للوافدين اللبنانيين القادمين إلى سوريا منذ 24 أيلول حتى الثلاثاء الماضي، بعد تصعيد إسرائيل لغاراتها، نحو 94 ألفاً، وفق أرقام إدارة الهجرة والجوازات السورية.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها اليوم أن حكومة الأسد تولي اهتماماً كبيراً بتقديم الاستجابة السريعة للنازحين اللبنانيين، مع استنفار إيران جهودها لمساعدتهم، بينما يندر الحديث عن اهتمام يطال السوريين العائدين، رغم أن أعدادهم تتجاوز ضعف عدد النازحين اللبنانيين وأوضاعهم الصعبة، مثل بيوتهم التي لا يمكن العودة إليها بعد تعرُّض الأبنية للدمار أثناء الأزمة السورية أو استيلاء نازحين آخرين عليها في السنوات الأخيرة.
وأضاف التقرير أنه منذ بدء توافد النازحين اللبنانيين، بدا واضحاً حرص المسؤولين في حكومة الأسد على القيام بزيارات دورية شبه يومية إلى مراكز إقامتهم، لا سيما في فنادق منطقة السيدة زينب، للاطلاع على الخدمات المقدَّمة لهم والاستماع إلى ملاحظاتهم.
وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام تنشر بشكل شبه يومي أخباراً عن جولات للمسؤولين في محافظات حماة وطرطوس واللاذقية وحلب على أماكن إقامة النازحين اللبنانيين، للاطلاع على أحوالهم وتلبية احتياجاتهم.
ولفت إلى أن زيارات مسؤولي النظام تشمل المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان لمتابعة احتياجات الوافدين وتقديم التسهيلات اللازمة وتسريع الإجراءات، حيث يتم تجهيز حافلات لنقل الوافدين إلى أماكن إقامتهم.
وأوضح التقرير أن سفير إيران في دمشق، حسين أكبري، كثَّف لقاءاته مع مسؤولي النظام لبحث مسألة تقديم الدعم للنازحين اللبنانيين وآليات التعاون بين النظام وإيران لتأمين مختلف الاحتياجات والمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للوافدين اللبنانيين إلى سوريا، وفق ما ذكرته وكالة “سانا” التابعة للنظام.
كما قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة إلى دمشق السبت الماضي، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وعدداً من المسؤولين. وذكر مصدر مقرب من دائرة صنع القرار في حكومة الأسد لـ”الشرق الأوسط” أن من بين أهداف “عراقجي” التنسيق مع دمشق بشأن تقديم المساعدات للنازحين اللبنانيين، باعتبار أن دمشق تعاني بالأساس من أوضاع اقتصادية صعبة جداً.
وأكدت الصحيفة أنه بموازاة دعم النظام وإيران للنازحين اللبنانيين، تغيب عن وسائل الإعلام المحلية (التابعة للنظام) أخبار اللاجئين السوريين العائدين هرباً من جحيم الحرب في لبنان، ويشكو كثير من هؤلاء من عدم الاكتراث بهم رغم أحوالهم الصعبة.
ورصدت “الشرق الأوسط” مؤخراً افتراش العديد من العائلات حديقة منطقة ساحة المرجة وسط دمشق مع أمتعتها المحيطة بها منذ أيام، لعدم وجود مأوى، وقد بدا التعب والبؤس واضحاً على وجوه أفرادها وكذلك حالة العوز والفقر التي وصلت إليها.
ولا يكتفي نظام الأسد بإهمال أوضاع السوريين القادمين من لبنان، بل يقوم باعتقال المطلوبين منهم للأجهزة الأمنية، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها مؤخراً اعتقال 9 أشخاص من العائدين.
وسبق أن وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية، بينها “العفو الدولية”، اعتقال النظام لسوريين قرروا العودة إلى البلاد هربًا من الضغوط التي كانوا يتعرضون لها في لبنان.
يُشار إلى أن بعض المصادر والمنظمات الإنسانية تتحدث عن تهجير نظام الأسد لحوالي 12 مليون سوري بسبب الحرب التي شنها عليهم في 2011.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل