مقتل 23 سوريًا بغارة إسرائيلية.. النظام يقدم تسهيلات للنازحين اللبنانيين ويضيّق على السوريين
تتواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على لبنان لليوم الرابع على التوالي، والتي أجبر آلاف العائلات على النزوح إلى سوريا وتسببت بدمار كبير وسقوط المزيد من القتلى والجرحى اللبنانيين والسوريين اللاجئين في لبنان.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، اليوم الخميس، أن القصف الإسرائيلي على بلدة “يونين” ليلة أمس أسفر عن مقتل 23 سوريًا وإصابة 4 آخرين، مشيرة إلى أن فرق الإغاثة وجهات أخرى تمكنت من رفع الأنقاض عن المبنى المستأجر من قبل عمال سوريين والذي استهدفه العدوان الإسرائيلي.
من جهتها، تحدثت صفحات محلية عن مقتل 17 شخصًا من عائلة واحدة هي “الشيخ عبد القادر” في الضربة الإسرائيلية، لافتة إلى أنهم ينحدرون من بلدة كلجبرين في ريف حلب الشمالي.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد وثقت مقتل 36 لاجئًا سوريًا بينهم 6 سيدات و11 طفلًا على الأقل، إثر غارات جوية إسرائيلية استهدفت بلدات في جنوب لبنان يوم الإثنين الماضي.
قصف معبر حدودي
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف معبر “مطربا” الحدودي الذي يصل بين الأراضي السورية واللبنانية، لمنع نقل الأسلحة من سوريا إلى ميليشيا حزب الله في لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، اليوم، إن القصف تم تنفيذه بطائرات حربية، وأنه استهدف بنى تحتية يستخدمها حزب الله لنقل وسائل قتالية.
في حين نقلت الفضائية السورية التابعة للنظام عن مدير المعبر “إياد علوش” أن القصف على المعبر أدى إلى إصابة 8 أشخاص، 4 منهم من موظفي الجمارك و4 من إدارة الهجرة.
من جهته، أشار وزير النقل اللبناني “علي حمية” لوكالة “رويترز”، إلى أن الضربات الإسرائيلية أصابت الطرف السوري، منوهًا إلى أنه لا يعلم على الفور ما إذا كان المعبر لا يزال صالحًا للاستخدام.
ويعد معبر “مطربا” واحدًا من بين 6 معابر تصل الأراضي السورية باللبنانية، وكانت بيروت قد أعلنت افتتاحه في آذار من عام 2022.
وفي وقت سابق اليوم، شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة جنوبي وشرقي لبنان، استهدفت بلدات عدة في البقاع الغربي والأوسط بعدما قصفت خلال الليل عددًا من البلدات في منطقتي بعلبك والهرمل.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم، مقتل 4 أشخاص في غارات إسرائيلية على بلدة عيتا الشعب وقانا، في حين قُتل 3 أشخاص وأصيب 17 آخرون في غارات على بلدات قضاء صور جنوبي لبنان، علمًا أن الحصيلة تتغير مع كل غارة جديدة تشنها إسرائيل على لبنان.
تسهيلات النظام
إلى ذلك، تتواصل حركة نزوح العائلات اللبنانية إلى المناطق الأكثر أمانًا في الداخل أو إلى سوريا المجاورة، فمنذ مطلع الأسبوع الحالي نزح عشرات الآلاف من الجنوب والبقاع على وقع تصاعد الغارات الإسرائيلية العنيفة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدرين أمنيين أن أكثر من 22 ألف شخص عبروا الحدود من لبنان إلى سوريا خلال الأيام الماضية جراء الغارات الإسرائيلية.
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن بينهم 40 ألفًا في 283 مأوى.
من جانبه، قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال “بسام مولوي”، في مؤتمر صحفي اليوم، إنّ عدد النازحين اللبنانيين في مراكز الإيواء والمسجلين رسميًا هو 70 ألفًا و100 نازح، موجودون في 533 مركزًا.
ولفت “مولوي” إلى أن 13 ألفًا و500 سوري غادروا لبنان إلى سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وبحسب ما نقلت العديد من وسائل الإعلام، فإن السوريين العائدين من لبنان يشتكون من الإجراءات التي لم تتغير من قبل قوات النظام على المعبر الحدودي، والتي بقيت كما كانت قبل التطورات الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بفرض دفع 100 دولار على كل سوري يريد الدخول إلى بلده.
بالمقابل، تحدثت وكالة “سانا” التابعة للنظام بأن رأس النظام بشار الأسد أعطى توجيهات بتقديم كل التسهيلات لدخول اللبنانيين إلى سوريا دون قيد أو شرط.
فيما أصدرت وزارة الصحة في حكومة النظام تعميمًا لمديريات الصحة في ريف دمشق وحمص وطرطوس ودمشق ومشافي الهيئات العامة بتوفير الخدمات الصحية للنازحين من لبنان مجانًا.
بدوره، وجه محمد طارق كريشاني، محافظ دمشق التابع للنظام، ببقاء مراكز الإقامة بالمحافظة جاهزة بشكل كامل من أجل اللبنانيين الوافدين، وتأمينها بكل الاحتياجات المطلوبة والخدمات الصحية والطبية.
وتشنّ إسرائيل غارات جوية مكثفة منذ الإثنين الماضي تستهدف غالبيتها مناطق في جنوب لبنان وشرقه، وتقول إنها تطال أهدافًا لميليشيا حزب الله.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل