منظمة تطالب واشنطن بتقديم الدعم للنازحين المحاصرين في مخيم الركبان
طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الإثنين، الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لنحو 8 آلاف نازح سوري عالقين في ظروف مروعة بمخيم الركبان، الواقع على الحدود السورية مع الأردن والعراق، والذي تحاصره قوات نظام الأسد وروسيا منذ نحو 9 سنوات.
وأكدت المنظمة الدولية الحقوقية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن مخيم الركبان المعزول والمحاصر، يقع في نطاق سيطرة الولايات المتحدة الفعلية، ويفتقر إلى ما يكفي من الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
ونبهت المنظمة إلى تدهور الوضع الإنساني المتردي أصلًا في المخيم بشكل حاد خلال الأشهر الأخيرة، بعدما شدد نظام الأسد الحصار الذي فرضه على المنطقة المحيطة بالمخيم منذ عام 2015، وأقام نقاط تفتيش وأغلق طرق التهريب غير الرسمية التي يعتمد عليها سكان المخيم للحصول على الإمدادات الأساسية.
وأكدت أن الجيش الأمريكي يدير قاعدة عسكرية بالقرب من مخيم الركبان، ويتمتع بسيطرة فعلية بحكم الأمر الواقع على المنطقة التي تبلغ مساحتها 55 كيلومترًا، وهي التي تقع عليها القاعدة والمخيم.
وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: “من غير المعقول أن آلاف الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، عالقون في أرض قاحلة يكابدون من أجل البقاء دون الحصول على الضروريات المنقذة للحياة”.
وأردفت: أن “سكان مخيم الركبان هم ضحايا الحصار الوحشي الذي تفرضه الحكومة السورية، وقد مُنعوا من الحصول على ملاذ آمن، أو واجهوا عمليات ترحيل غير قانونية على أيدي السلطات الأردنية، وقد قوبلوا بلا مبالاة واضحة من قبل الولايات المتحدة”.
وطالبت مجذوب، نظام الأسد برفع حصاره فورًا عن المنطقة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان مخيم الركبان، ودعت أيضاً الولايات المتحدة للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان، وضمان حصول سكان المخيم على الغذاء، والماء، والرعاية الصحية الأساسية، كون لديها السيطرة الفعلية على الأراضي التي يقع عليها المخيم.
كما طالبت المجتمع الدولي بالعمل على إيجاد حلول مستدامة لسكان مخيم الركبان، مثل إعادة فتح الحدود مع الأردن، أو المرور الآمن إلى مناطق أخرى في سوريا، حيث لا يواجه الأفراد انتهاكات لحقوق الإنسان”.
وذكرت منظمة العفو الدولية، أنها وثقت استهداف قوات نظام الأسد، بين عامي 2017 و2021، على وجه التحديد العائدين من مخيم الركبان، وأخضعت العديد منهم للاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.
ونقلت المنظمة أيضاً، عن مصدر محلي في المخيم، قوله، إن “الأردن يواصل ترحيل ما يقدر بنحو 100-150 سوريًا إلى مخيم الركبان كل عام”، وقدّر المصدر أن أكثر من 1,400 سوري في السجون الأردنية يخضعون لأوامر الترحيل، ويواجهون خطر النقل إلى مخيم الركبان.
وكان يعيش في مخيم الركبان ما يقدر بنحو 80 ألف شخص قبل أن يغلق الأردن حدوده مع المنطقة في عام 2016، وقد تضاءل هذا العدد اليوم إلى 8 آلاف شخص حيث غادر معظمهم بسبب الظروف المزرية، بحسب العفو الدولية.
وكانت آخر قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة سمحت لها قوات نظام الأسد بدخول مخيم الركبان قبل نحو 5 سنوات تحديدا في شهر أيلول من عام 2019.
راديو وتلفزيون الكل – الركبان