الشبكة السورية تدين اعتقال النظام 3 نشطاء من الطائفة العلوية باللاذقية
أدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” اعتقال قوات النظام لثلاثة نشطاء (طبيبين وتاجر) من الطائفة العلوية في محافظة اللاذقية، بسبب انتقاداتهم لسياسات نظام الأسد الأمنية والاقتصادية.
وقالت “الشبكة السورية” في بيان لها اليوم الثلاثاء، إنها سجلت في 14 آب الماضي قيام عناصر تتبع لفرع الأمن العسكري التابع للنظام بمدينة اللاذقية باعتقال الطبيب زهير “إبراهيم خير بيك” من مواليد اللاذقية (1955) والمتخصص في الأمراض النسائية والتوليد، مع ابن عمه “إياد سهيل خير بيك”، وهو تاجر في قطع السيارات، وجرى اعتقالهما أثناء توجههما من اللاذقية إلى كسب في ريف المحافظة.
وأضافت “الشبكة” أنها سجلت أيضاً في 9 أيلول الحالي قيام عناصر من نفس الفرع باعتقال الطبيب “أحمد مظهر الصوفي”، المتخصص في طب الأطفال والتجميل، ومالك مشفى الصوفي في مدينة اللاذقية، وهو من أبناء المدينة ويبلغ من العمر 80 عاماً.
وتابعت: “إن المعتقلين الثلاثة ينتمون للطائفة العلوية، وتمت عملية الاعتقال التعسفي كما هي سائر عمليات الاعتقال التي يقوم بها النظام دون أي مذكرة قضائية، في ظل تهميش وغياب تام للسلطة القضائية، ودون تمكين المعتقلين من التواصل مع ذويهم أو محامين، أو معرفة التهم الموجهة إليهم.”
وأردفت “الشبكة”: “لدينا خشية حقيقية من تعرض المعتقلين الثلاثة للاختفاء القسري، وهو ممارسة شائعة في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام، حيث يُحتجز الأشخاص دون محاكمات أو اتهامات واضحة، وغالباً ما يخضعون لعمليات تعذيب ممنهجة بهدف انتزاع اعترافات أو لمعاقبتهم على آرائهم أو أنشطتهم.”
منع التواصل مع المعتقلين
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” من مصادر مقربة من الضحايا، فإن قوات النظام قد فرضت تعتيماً كاملاً على وضع المعتقلين الثلاثة، ومنعت بشكل قاطع أي تواصل معهم أو مع ذويهم، بما في ذلك المحامون أو الحقوقيون.
كما رفضت قوات النظام جميع المحاولات التي بذلتها العائلات وجهات مقربة من المعتقلين لمعرفة أسباب اعتقالهم أو تقديم أي معلومات حول حالتهم الصحية أو القانونية.
وأوضحت الشبكة أن الطبيبين “زهير” و”أحمد” من الشخصيات المعروفة في مدينة اللاذقية، وعرفا بانتقادهما المستمر لسياسات النظام الأمنية والاقتصادية، لافتة إلى أن الطبيب “زهير خير بيك” شغل سابقاً منصب نقيب الأطباء في محافظة اللاذقية، وقد تعرض لضغوطات قضائية في محاولة لإجباره على التنازل عن معمله المتخصص بتغليف الحمضيات والخضار لصالح أحد أقارب “بشار الأسد”.
وأكدت “الشبكة” أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار السياسة المستمرة التي يتبعها النظام لقمع الأصوات المنتقدة لسياساته في المناطق الخاضعة لسيطرته، والتي تهدف إلى قمع الأصوات المعارضة له مهما كانت انتماءاتها الطائفية أو العرقية.
وختمت “الشبكة” بيانها: “ندين جميع ممارسات الاعتقال التي تقوم بها قوات النظام، وبشكل خاص هذه الحادثة، ونطالب بضرورة الإفراج الفوري عنهم، وتعويضهم مادياً ومعنوياً عن الضرر الذي لحق بهم. كما ندين كافة الانتهاكات الواقعة بحق الكوادر الطبية، ونطالب النظام بإيقاف كافة عمليات الاحتجاز والتعذيب التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع السوري بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.”