بيدرسون: الوضع متوتر على جبهات سوريا ويجب حماية السوريين أينما كانوا

أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، عن قلقه إزاء الوضع المتوتر والعنيف المستمر على العديد من الجبهات في سوريا، مشيرًا إلى أن التوترات في المنطقة بلغت مستويات جديدة وخطيرة مع وقوع سلسلة من الأحداث.

وقال بيدرسون في إحاطته عبر الفيديو أمام مجلس الأمن أمس الأربعاء: “إن سوريا والسوريين لم يكونوا بمنأى عن التصعيد في المنطقة”، مضيفًا أن “العنف الشهر الماضي لم يخلف خسائر فادحة بين المدنيين فحسب، بل شكّل أيضًا تهديدًا جديدًا للسلام والأمن الدوليين”.

وأشار المبعوث الأممي إلى وقوع العديد من الاشتباكات، والضربات الجوية، والهجمات بالطائرات المسيّرة، وتبادل إطلاق المدفعية والصواريخ في جميع أنحاء شمال شرق وشمال غرب سوريا، علاوة على أن جنوب غرب سوريا لا يزال مضطربًا.

وتطرق بيدرسون إلى ملف المعتقلين والمفقودين، معتبرًا أنه لا يزال يتطلب تحركًا عاجلًا، مع استمرار الاحتجاز والاعتقال التعسفي والتعذيب أثناء الاحتجاز والاختفاء القسري في جميع مناطق سوريا.

وتحدث أيضًا عن “الوضع الإنساني المتردي” في المخيمات وأماكن الاحتجاز في شمال شرق سوريا، داعيًا الدول الأعضاء والسلطات المعنية إلى تكثيف الجهود بشكل كبير بشأن عمليات الإعادة من مخيم الهول وأماكن الاحتجاز الأخرى.

ولفت إلى “الكارثة الاقتصادية” التي ما تزال تواجه السوريين، مستشهدًا بما ذكره برنامج الأغذية العالمي بأن الحد الأدنى للأجور في سوريا لا يغطي سوى 11٪ من الاحتياجات الأساسية للأسرة.

وأعرب عن القلق إزاء الوضع بالنسبة للاجئين والنازحين في جميع أنحاء سوريا والمنطقة، قائلاً: “يجب حماية السوريين أينما كانوا، بما في ذلك في البلدان المضيفة، ويجب وقف الخطاب المعادي والأعمال المناهضة للاجئين”.

وشدد بيدرسون على أنه لا يمكن معالجة المشاكل التي تواجه سوريا بشكل فعّال دون عملية سياسية تتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254، مؤكدًا أن الحل السياسي الشامل الذي يستعيد سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها يجب أن يقوم على عملية سياسية سورية داخلية تيسرها الأمم المتحدة.

نزوح مستمر

من جهتها، قالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، في إحاطتها إن “شعب سوريا لا يزال يواجه أزمة إنسانية عميقة”، مؤكدة أن النزوح مستمر بمستويات مذهلة، وأنه لا يزال أكثر من ستة ملايين سوري يعيشون كلاجئين أو طالبي لجوء خارج حدود سوريا، فيما نزح داخل سوريا حوالي 7.2 مليون شخص أو ما يقرب من ثلث السكان.

وحذرت المسؤولة الأممية من أن غالبية النازحين في جميع أنحاء سوريا الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، “هم من بين الأكثر تضررًا من النقص المقلق في التمويل الإنساني”، لافتة إلى أنه بعد ما يقرب من تسعة أشهر من العام، تم استلام أقل من مليار دولار من أصل 4.1 مليار دولار المطلوبة للاستجابة.

وأعربت عن القلق بشأن التحديات المستمرة التي تواجه تنفيذ المهام الإنسانية المخطط لها عبر خطوط النزاع، مؤكدة أن “مفتاح الحل المستدام هو نهاية قاطعة للصراع، خاصة في ضوء المخاوف بشأن انعدام الأمن في المنطقة الأوسع”.

متابعات – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى