“الشبكة السورية” و”مراسلون بلا حدود” يدينان اعتقال الصحفي بكر قاسم ويطالبان بالإفراج عنه
أدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ومنظمة “مراسلون بلا حدود” عملية اعتقال المصور الصحفي “بكر قاسم”، المتعاون مع وكالتي “الأناضول” و”فرانس برس”، من قبل الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني في مدينة الباب بريف حلب، يوم الإثنين الماضي.
وقالت الشبكة في بيان لها اليوم الأربعاء، إن عملية احتجاز “القاسم” وزوجته، التي أفرج عنها بعد ساعة من الاحتجاز، حدثت دون إبداء أي مذكرة قضائية، مطالبة بالإفراج الفوري عنه وتعويضه مادياً ومعنوياً عن الضرر الذي ألحق به.
وأضافت الشبكة أنه وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها من نشطاء محليين في مدينة الباب، فقد تم اقتياد “بكر قاسم” من مقر الشرطة العسكرية في المدينة إلى أحد مراكز الاحتجاز في منطقة حوار كلس بريف محافظة حلب، والذي يتبع للاستخبارات والقوات التركية المتواجدة في المنطقة. جاء ذلك بعد أن تم اقتياده إلى منزله حيث تم تفتيشه ومصادرة معداته الإعلامية.
وأشارت الشبكة إلى أن قوات الجيش الوطني تتبع سياسة مشابهة لسياسة نظام الأسد في عمليات الاعتقال، فلا توجد أي مذكرات اعتقال، بل يتم الاعتقال عن طريق الخطف من الطرقات والأسواق والأماكن العامة، أو مداهمة مقرات الجهات الإعلامية والفعاليات المدنية. وقد تم منع “بكر قاسم” من التواصل مع ذويه أو توكيل مُحامٍ له، ونخشى أن يتعرّض لعمليات تعذيب، وأن يُصبح في عداد المُختفين قسرياً كحال 85% من مُجمل المعتقلين.
وأدانت الشبكة كافة الانتهاكات الواقعة بحق الكوادر الإعلامية، مطالبة بحمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، نظراً لدورهم في نشر الحقائق والوقائع في مناطق وجودهم، وتسليط الضوء على الانتهاكات الواقعة على المدنيين.
التوقف عن مضايقة الصحفيين
من جهتها، أدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” اعتقال السلطات المحلية في مدينة الباب للصحفي “بكر قاسم”، داعية السلطات وجميع الأطراف المشاركة في اعتقاله إلى إطلاق سراحه على الفور وإعادة المعدات المصادرة. كما أكدت على ضرورة التوقف عن مضايقة الصحفيين في سوريا.
وأشارت المنظمة إلى أن “القاسم” صحفي مساهم في كل من وكالة أنباء “الأناضول” التركية ووكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، ويمتلك تصاريح صحفية صالحة لكلا الوسيلتين الإعلاميتين الدوليتين. وهو صحفي منذ أكثر من 10 سنوات، وقد غطى العديد من جوانب الحرب في سوريا، كما قدم تقارير عن زلزال شباط 2023، الذي فقد فيه 17 فردًا من عائلته.
وأكدت المنظمة أن سوريا واحدة من أخطر البلدان في العالم بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام، حيث تحتل المرتبة 179 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024 الذي أعدته “مراسلون بلا حدود”.
الإفراج الفوري
وكانت حادثة اعتقال “القاسم” قد أثارت استنكاراً واسعاً في الأوساط الإعلامية، حيث طالب اتحاد الإعلاميين السوريين، وإعلاميو حلب وريفها، واتحاد المكتب الإعلامي لمدينة الباب بالإفراج الفوري عن الصحفي “بكر قاسم”، مؤكدين على ضرورة حماية حرية الصحافة وضمان سلامة الصحفيين أثناء تأدية عملهم.
وقال “اتحاد الإعلاميين السوريين” في بيان له أمس: “في تكرار للانتهاكات بحق الصحفيين في الشمال السوري، اعتقلت دورية تابعة لجهاز الاستخبارات التركية الصحفي “بكر قاسم”، العامل في وكالة الأناضول، بعد خروجه من المعرض الصناعي المقام في مدينة الباب شرق حلب، دون مذكرة أو توجيه اتهامات بحقه”.
واعتبر البيان أن عمليات الاعتقال التعسفي تشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وتكرارها يؤدي إلى حالة احتقان وغضب شعبي قد ينتج عنها ما لا يُحمد عقباه، مطالباً الجهات المذكورة بالالتزام بالقوانين الناظمة للعمل في مناطق النزاع، التي تضمن عدم التعرض للناشطين الصحفيين المدنيين تحت أي ظرف.
ويتعرض الصحفيون والإعلاميون بين الحين والآخر لعمليات اعتقال من قبل السلطات الأمنية في مناطق شمال غرب سوريا.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل