تفاصيل هجوم مقاتلي العشائر على مواقع لـ”قسد” شرق دير الزور
شن مقاتلو العشائر هجوما واسعا، صباح اليوم الأربعاء، على مواقع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في بلدات “ذيبان والشحيل وغرانيج” شرق ديرالزور، كما نفذوا عدة هجمات برية على مواقع “قسد” في قريتي “الباغوز والصبحة”، بحسب ما أفاد مراسل “راديو وتلفزيون الكل”.
وقال مراسلنا إن مقاتلي العشائر وبدعم من قوات النظام تمكنوا من السيطرة لعدة ساعات على نقاط ومواقع في القرى المذكورة، إلا أن “قوات سوريا الديمقراطية” تمكنت من استعادتها بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 5 عناصر من العشائر و8 من قسد.
وأضاف مراسلنا أن طيران التحالف الدولي اكتفى بالتحليق بكثافة في المنطقة الأمر الذي أربك العشائر بسبب الخوف من القصف الجوي، موضحا أن “قسد” قامت بإغلاق الطرق الرئيسية ومداخل القرى والبلدات والمنافذ البرية والبحرية، كما شنت حملة اعتقالات في كل من بلدة “غرانيج والبحرة والبصيرة وذيبان وأبو حردوب ودرنج” وفرضت حظر تجول عام في المناطق المذكورة.
وعن عدد مقاتلي العشائر الذين نفذوا الهجوم، أوضح مراسلنا أنه بحسب مصادر عسكرية من قسد فإن القوات تقدر بنحو 250 مقاتلا، إضافة إلى خلايا موجودة أساسا في المنطقة. بينما ذكرت مصادر من مقاتلي العشائر أن عدد المقاتلين المشاركين في العملية لم يتجاوز الـ100 مقاتل وأن التعاون الذي بدأ من أهالي المنطقة هو الذي سهل العملية.
أما بالنسبة لدور قوات النظام في الهجوم، فقد نوه مراسلنا أن المشاركين بالعملية ظاهريا هم مقاتلو العشائر بزيهم العشائري المعروف دون وجود أي زي لمقاتلي النظام، ولكن بحسب المعلومات فبين مقاتلي العشائر عناصر تابعة لميليشيا “أبناء الجزيرة والفرات” المدعومة إيرانيا وأيضا عناصر من “الدفاع الوطني” التابع للنظام، مؤكدا أن قوات النظام كانت تضطلع أيضا بدور الإسناد المدفعي والطبي عبر الممرات المائية بريف ديرالزور.
وأشار مراسلنا إلى أن المدنيين لم يسلموا من الاشتباكات العنيفة، حيث قتل مدنيان وأصيب 5 آخرون بينهم طفل وسيدتان.
اشتباكات عنيفة
بدورها، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” في بيان لها أن ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام شنت هجوماً على مواقعها على ضفاف نهر الفرات شرق دير الزور في ساعات متأخرة من مساء أمس وصباح اليوم.
وذكرت “قسد” أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين والمجموعات المهاجمة في محيط قرى ذيبان واللطوة وأبو حمام.
ولفتت إلى أن عمليات التمشيط لا تزال مستمرة ضد بقايا المدعومين من النظام الذين هاجموا القرى المذكورة بأوامر من حسام لوقا رئيس ما يسمى المخابرات العامة التابعة للنظام.
الهجوم المباغت
من جهته، قال الشيخ مضر الأسعد رئيس المجلس الأعلى للعشائر السورية في تصريح لـ”راديو وتلفزيون الكل”، إن مقاتلي العشائر يعتمدون على السلاح الخفيف والمتوسط الذي يستطيعون نقله على الكتف أو باليد، وهم لا يتجاوزون المئات من الشباب ويعتمدون على الحرب الخاطفة وعلى المد والجزر والهجوم المباغت على مواقع قسد.
وأضاف الأسعد أن هناك تصميما كبيرا من أبناء العشائر والقبائل العربية في محافظة دير الزور لطرد قسد التي ارتكبت جرائم مروعة بحق أبناء المحافظة بشكل خاص والشعب السوري بشكل عام، حيث نشرت الفساد والفتن والدسائس وقامت بسرقة الموارد النفطية، وفرضت التجنيد الإجباري والقسري وخطفت الشباب والقاصرات، مؤكدا أن “قسد” ضعيفة جدا لولا الدعم الأمريكي، ولا توجد لديها حاضنة نهائيا في محافظة دير الزور.
وتابع: “المشكلة الكبرى أن التحالف الدولي هو الذي يقلب موازين القوى الأمنية والعسكرية دائما لصالح قسد، حيث يقدم لهم كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، إضافة إلى الدعم اللوجستي الذي يجعل الكفة تميل لصالح قسد، ورغم ذلك نجد بأن أبناء القبائل والعشائر العربية دائما يتفوقون على قسد وينتصرون عليها بسبب إيمانهم على أن أرضهم يجب أن تتحرر من الأعداء، وخاصة الذين جاؤوا من خارج سوريا، أي حزب العمال الكردستاني الذي يريد تشكيل دويلة أو كانتون في منطقة الجزيرة والفرات، والتي ليس له فيها أي وجود أصلا”.
وأردف: “لو أن التحالف الدولي يرفع يده عن “قسد” لاستطاع أبناء العشائر، تطردها وطرد الميليشيات الإيرانية، وطرد قوات نظام الأسد من المنطقة، وعندهم القدرة الكاملة على إدارة المنطقة، عسكريا أو أمنيا أو سياسيا.. المشكلة أن التحالف الدولي اختار قسد شريكا له في المنطقة، رغم أن أبناء العشائر والقبائل العربية هم ضد الإرهاب، هم الذين حاربوا داعش، وهم الذين يحاربون حاليا نظام الأسد والميليشيات الإيرانية”.
وأكد أن أبناء العشائر والقبائل العربية يريدون أن يقف “التحالف الدولي” معهم من أجل محاربة الإرهاب ومحاربة الميليشيات الإيرانية ونظام الأسد وداعش ومن أجل العمل على فرض الأمن والأمان في المنطقة.
كما أكد أن النظام لا يثق بمقاتلي العشائر أو شباب العشائر إطلاقا، ولا الميليشيات الإيرانية تثق بهم، لأن العشائر العربية الموجودة في المنطقة هي التي طردت نظام الأسد من محافظة دير الزور، بالإضافة إلى أن أبناء مدينة دير الزور يقاتلون من أجل تحرير المحافظة بشكل كامل من كل الميليشيات.
الصراع الإيراني – الأمريكي
بدوره، يعتقد “علي تمي” الباحث والسياسي أن التصعيد والتطورات التي تشهدها دير الزور اليوم مرتبطة بالتصعيد بين إيران والولايات المتحدة، كما أن النظام يريد الانتقام من “قسد”.
وقال “تمي” في تصريح لـ”راديو وتلفزيون الكل” يبدو أن إيران تريد تغيير قواعد اللعبة في شرق الفرات وتضييق الخناق على القواعد الأمريكية هناك، مضيفا أن كل طرف يحاول تحريك أدواته في المنطقة.
وتابع: “على ما يبدو فإن مقاتلي العشائر استغلوا هذا الوضع وشنوا هجوما على قواعد قسد شرق الفرات للحصول على دعم من إيران ومن النظام”.
وأشار إلى أن قوات “قسد” بدأت تحاصر المربعات الأمنية التابعة للنظام في القامشلي والحسكة، وهذا يعد تصعيدا خطيرا.
وختم “تمي” كلامه أن الصراع بين إيران والولايات المتحدة لا سيما بعد الاغتيالات التي شهدتها المنطقة مؤخرا من قبل إسرائيل قد تؤدي على ما أعتقد إلى تصعيد شامل في دير الزور والمنطقة.
وكان التحالف الدولي، ذكر أن “قوات العشائر التي تهاجم قوات سوريا الديمقراطية بريف الدير الزور، تتلقى دعماً صريحاً من “النظام وحلفائه الإيرانيين”.
وجاء ذلك خلال تقرير الربع الأخير للعام 2023 للمفتش العام لعملية “العزم الصلب” روبرت ستروش، قال فيه إن مقاتلي العشائر يقومون بإعادة الإمداد والتسليح وشن الهجمات عبر النهر في القرى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية على الجانب الشرقي”.
واستبعد التحالف الدولي سيطرة مقاتلو العشائر على مناطق سيطرة قسد، إلا أن هجماتهم أجبرت الأخيرة على “نقل جزء كبير من قواتها ومعدات عسكرية إلى محافظة دير الزور”.
خاص – راديو وتلفزيون الكل