قبل صعوده للطائرة.. أمريكا تعتقل أحد أبرز ضباط النظام الأمنيين لارتكابه “جرائم حرب” بسوريا
اعتقلت السلطات في الولايات المتحدة الأميركية، محافظ دير الزور السابق وأحد أبرز الضباط الأمنيين لدى نظام الأسد “سمير عثمان الشيخ”، بتهمة “ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وذكرت المنظمة السورية للطوارئ (SETF) والتي ساهمت في اعتقال “الشيخ”، في تقرير نشرته على موقعها أمس الثلاثاء، أنه تم توقيف محافظ دير الزور السابق بمدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، مشيرة إلى أنها قامت بإبلاغ الحكومة الأمريكية بوجود الشيخ مطلع عام 2022 وتعاونت منذ ذلك الحين مع جهات أمنية ووكالات أمريكية معنية، ما أدى إلى القبض عليه.
وأوضحت “المنظمة” التي تعمل من واشنطن وغير ربحية، أن الشيخ سيمثل أمام العدالة قريباً لمواجهة التهم الجسيمة المنسوبة إليه والتي ارتكبها في سوريا، لافتة إلى أن القبض على “الشيخ” يؤكد التزام المنظمة الراسخ بالعدالة والمساءلة لضحايا جرائم نظام الأسد.
ودعت المنظمة السورية للطوارئ كل من لديه معلومات عن الضحايا أو جرائم الشيخ للتواصل معها، موجهة شكرها إلى وكالات إنفاذ القانون التي شاركت في عملية الاعتقال.
الهروب إلى لبنان
من جانبه، روى “محمد غانم” مسؤول التخطيط السياسي في التحالف الأميركي لأجل سوريا على حسابه بمنصة “إكس” كيف قدم “الشيخ” إلى الولايات المتحدة وكيف تم اعتقاله قبل هروبه إلى لبنان.
وقال “غانم”: “إن سمير عثمان الشيخ حجز تذكرة طيران من مطار لوس أنجلس إلى مطار بيروت يوم الأربعاء الماضي، مُعتقداً أن بوسعه الفرار بعدما شعر بافتضاح أمره، لكن الشّرطة الفيدرالية الأميركية كانت في انتظاره لتلقي القبض عليه قبل أن يستقل الطّائرة”.
وأضاف “كان الشيخ البالغ من العمر 72 عاماً، قدمَ للولايات المتّحدة في شهر آذار عام 2020 بعد أن تقدّمت له زوجته التي حصلت على الجنسيّة الأميركية بعد اندلاع الثورة بعامين بطلب هجرة عام 2017 ليلتحق بها في مدينة لوس أنجلوس”.
وتابع: “على عادة ضباطِ الأسد الذين يعيشون ويتنفسون الكذب، اعتقدَ الشيخ أنّ بوسعهِ أن يُدلّسَ على الحكومة الأميركيّة ، فتقدّم بما لا يقلّ عن سبعِ إفادات كاذبة لدى تقدّمه بطلب الحصول على بطاقة الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) وعلى طلبِ الحصول على الجنسيّة الأميركيّة لاحقاً، زاعماً أنّه لم يعذّب أو ينكّل بأيّ أحد قطّ بسبب آرائه ومعتقداته السّياسيّة، ولم يقتل أحداً أو يشارك في أيّة جرم، بل ولم يعمل في سجنٍ قطّ”.
وأشار إلى أنه حين علم المحققون في وكالة الأمن القومي بعزم الضابط المجرم الذي “اختبأ” بأميركا لأربع سنين على الفرار، طلبوا موافقة القضاء على مذكرة اعتقاله قبيل مغادرته أمريكا بيوم واحد وهو حالياً رهن الاعتقال وما زال التحقيق جاريا.
أهمية اعتقاله
من جهته، تحدث الإعلامي السوري أيمن عبد النور على صفحته بمنصة “”إكس” عن أهمية اعتقال ضابط رفيع المستوى في نظام الأسد من قبل السلطات الأمريكية قائلا: “انضمام التحقيقات والمحاكم الأمريكية لنظيرتها الأوروبية مما سيشكل عامل ضغط كبير جديد قانوني، لا يمكن التهرب من قراراته واستحقاقاته من الدول الراغبة بالتطبيع “التقارب” مع نظام بشار الأسد”.
وأكد عبد النور أن الجهود الأهم لتأمين قائمة الضحايا والشهود بذلت من قبل “المنظمة السورية للطوارئ” و”المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية بألمانيا”.
مناصب وسجل إجرامي
وشغل “سمير عثمان الشيخ” الذي كان مقربا من ماهر الأسد، مناصب عديدة لدى النظام منها: عميد سابق في وزارة الدّاخلية ورئيس سجن عدرا المركزي لثلاث سنين، ورئيس فرع الأمن السياسي بريف دمشق.
ورغم تقاعده في عام 2010، إلا أن بشار الأسد أعاد تعيينه في عام 2011 كمحافظ ورئيس اللجنة الأمنية في دير الزور لضمان قمع التظاهرات السلمية التي أطلقت شرارة الثورة السورية.
وتميزت فترة حكمه في دير الزور بالقمع الوحشي، فبعد توليه المنصب مباشرة، أمر الشيخ بقمع عنيف للتظاهرات السلمية، ودعا الجيش النظامي لمحاصرة وقصف دير الزور، وشهدت فترة توليه السلطة عنفًا واسع النطاق، حيث قُتل واعتُقل وعُذب مئات الآلاف.
وكان “الشيخ” مسؤولاً عن عدة مجازر، منها الجورة والقصور التي راح ضحيتها أكثر من 450 مدنيا، إضافة لهجمات أخرى كمجزرة القبور، والنفوس، والقورية والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا.