خطة إيرانية لتعزيز أمن قواتها شمال شرق سوريا بعيداً عن أعين النظام وروسيا
الخطة الإيرانية تتكون من أربعة محاور وهدفها حماية مليشياتها من هجمات متوقعة لتنظيم داعش في سوريا
عززت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا من تواجدها وتمددها في المنطقة الممتدة بين السبخة شرق الرقة وصولاً إلى مدينة البوكمال على الحدود العراقية ضمن خطة لحمايتها من هجمات متوقعة من قبل تنظيم داعش. وذكر مراسل راديو وتلفزيون الكل في الرقة أن هذه الخطة بدأت في تطبيقها منذ السابع من نيسان الحالي، وأنها ستجري عبر عدة مراحل، منها إنشاء حواجز أمنية متنقلة.
وأفاد مراسلنا بأن هجمات تنظيم داعش باتت خلال الفترة الأخيرة تؤثر بشكل كبير على الميليشيات الإيرانية، وأكثر جدية، لا سيما الهجوم الذي وقع في بداية شهر نيسان، حيث تمكن فيه تنظيم داعش من الدخول إلى بلدة معدان، الواقعة على الحدود الإدارية ما بين دير الزور والرقة غرب الفرات. وأشار مراسل راديو وتلفزيون الكل إلى أن هذه الهجمات لم تقتصر فقط على منطقة معدان، بل أيضاً باتت تقطع الطرق الرئيسية لتحركات الميليشيات الإيرانية، لا سيما بين دير الزور وحمص من ناحية بلدة السخنة، وأيضاً من ناحية بلدة غرانيج الواقعة غرب دير الزور.
وأضاف مراسلنا بأن هذه التحركات لتنظيم داعش أربكت كثيراً تحركات الميليشيات الإيرانية، ودفعتها جدياً لوضع مخططات لحماية قوافلها العسكرية وتحركاتها، وأيضاً قيادييها، ضمن أربع مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى بما يُسمى الحواجز الطيارة أو المتنقلة، وتقتصر على العناصر المنتمية للميليشيات الإيرانية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني تحديداً، وانتشرت هذه الحواجز انطلاقاً من بلدة السبخة شرق الرقة وصولاً إلى مدينة البوكمال، وأيضاً بلدة الهري الواقعة على الحدود العراقية.
الخطة بدأت أيضاً في مرحلتها الثانية بوضع غرف تنسيق دعم سريع لهذه الحواجز المتحركة في حال تعرضت لهجمات، على أن يكون عملها بشكل كثيف خلال ساعات الليل، مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة.
وأضاف مراسلنا إلى أن المرحلة الثالثة تقضي بزرع الألغام الفردية كخط دفاع ضمن الجبهات والمحاور التي كثيراً ما يستخدمها تنظيم داعش لمهاجمة الميليشيات الإيرانية، كمحور بادية المسرب وبادية التبني ومحور حقل الورد النفطي بريف دير الزور، وأيضاً محور جبل البشري كمرحلة أولى قد يتم تطويرها خلال الفترات القادمة.
أما المحور الرابع، فيقضي باقتصار تنقل الميليشيات الإيرانية بشكل عام والقيادات والعناصر والقوافل العسكرية خلال ساعات النهار فقط، ويمنع تحركها خلال ساعات الليل، لا سيما على الطرق السريعة كطريق حمص – دير الزور وصولاً إلى منطقة تدمر، على أن يتم تحرك القيادات العسكرية والعناصر بشكل عام بسيارات زراعية ومدنية وتجارية، وأن يتم التنقل في الأسواق والمناطق المدنية بلباس مدني دون اللباس العسكري.
وأخيراً، ذكر مراسلنا بأن المليشيات الإيرانية كثفت من استقدامها للمسيرات، لا سيما في مطار دير الزور ومعسكر الجلاء الواقع بين الميادين والبوكمال شرق دير الزور، ومطار تدمر العسكري.
وقال مراسل راديو وتلفزيون الكل إن المليشيات الإيرانية كانت حريصة على عدم إشراك قوات النظام أو القوات الروسية بهذه الخطة بالإضافة إلى كل تحركاتها الحالية، وخاصة بعد الهجمات الأخيرة من قبل التحالف الدولي التي استهدفت قيادات كبيرة في الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الإيرانية بشكل عام، بالإضافة إلى استهداف مواقع أسلحة وشاحنات بشكل دقيق، ما شكل لدى إيران شكًّا وريبة من قوات النظام وروسيا بشأن علاقة استخبارية محتملة لهما بهذه الاستهدافات.
شكّ إيران هذا بقوات النظام وروسيا دفع الحرس الثوري والمليشيات الإيرانية إلى عدم القيام بأي أعمال عسكرية مشتركة مع قوات النظام، سواء حملات تمشيط البادية أو أي حملات أمنية، وإبعاد مقراتها، وحتى أماكن إقامة قياداتها، عن مقرات النظام، ومنع ضباط وعناصر النظام من زيارة مقراتها إلا لحالات استثنائية أمنية بعد تقديم طلب مسبق توافق عليه طهران.