هجوم القنصلية بدمشق.. إيران تتوعد وإسرائيل ترفض التعليق
إيران: "نحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي، وسنحدد نوع الرد والعقاب بحق المعتدي"
توعدت إيران إسرائيل بالرد على هجوم القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق أمس الاثنين، الذي أودى بحياة 7 عسكريين إيرانيين بينهم جنرالان، في حين رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الهجوم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن بلاده “تحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي”، مضيفاً أنها ستحدد “نوع الرد والعقاب بحق المعتدي”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية.
من جانبه، قال السفير الإيراني لدى نظام الأسد، حسين أكبري، إن “الهجوم على القنصلية الإيرانية تم بـ6 صواريخ أطلقتها مقاتلات “إف-35″، مشيراً إلى أن الهجوم أوقع 7 قتلى، بينهم 3 عسكريين.
وأضاف أكبري، في تصريحات صحفية، إن “هذا العمل سيؤدي الى رد حاسم من جانبنا”، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد، إن “طهران تحمل إسرائيل المسؤولية عن تبعات الهجوم على قنصليتها في دمشق”.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، أن القيادي البارز في مليشيات فيلق القدس التابع للحرس الثوري محمد رضا زاهدي قُتِلَ في الهجوم، إلى جانب 5 شخصيات أخرى في “الحرس الثوري”، بينهم العميد محمد هادي حاجي رحيمي.
الجيش الإسرائيلي يرفض التعليق
بالمقابل، رفض متحدث الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، التعليق على الضربة الجوية المنسوبة لإسرائيل في دمشق، وذلك خلال رده على سؤال في مؤتمر صحفي لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس.
وسأل مراسل هيئة البث هاغاري: “ماذا يمكنك القول عن الاغتيال اليوم (الاثنين) في دمشق؟”.
ورد المتحدث قائلاً: “لا أعلق على أنباء عن هذا الهجوم أو غيره، التي يتم نشرها في وسائل الإعلام الأجنبية”، وأضاف: “نركز على تحقيق أهداف الحرب في قطاغ غزة.
ونادراً ما تعلّق إسرائيل على مثل هذه التقارير، إذ تكتفي بالقول “إنها لن تسمح للتمدد الإيراني باتجاهها في سوريا”.
لكن مسؤولان إسرائيليان، أكدا مسؤولية تل أبيب عن الهجوم في العاصة السورية دمشق، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
واعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه “يمكن التقدير أن عملية الاغتيال تم تنفيذها كرسالة مباشرة إلى إيران حول جميع تصرفاتها منذ 7 تشرين الأول الماضي”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية، إن السفارات الإسرائيلية حول العالم سترفع حالة التأهب، بعد اغتيال مسؤول إيراني كبير في دمشق في هجوم منسوب لإسرائيل.
الولايات المتحدة الأمريكية تتريث
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها “تحتاج معلومات وافية” قبل التعليق على الهجوم المنسوب لإسرائيل في العاصمة السورية دمشق.
ورفض متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في موجزه الصحفي اليومي بالعاصمة واشنطن، أمس، التعليق على هذا الهجوم “قبل الحصول على معلومات وافية”.
ولم يؤكد أو ينفِ ميلر أن الهجوم نفذته إسرائيل، مكتفيا أنه بعد الاجتماع مع الأطراف المعنية، سيتم تقييم منفذ الهجوم وما قد ينعكس على المنطقة، مشددا على أن بلاده “تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوترات في المنطقة”.
بدورها، نقلت شبكة (NBC)، عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت طهران مباشرة بأنها لم تكن على علم بالضربة التي تعرضت لها القنصلية الإيرانية في دمشق، وأنه ليس لواشنطن أي صلة بذلك.
وأكد مسؤولان أمريكيان آخران أنه تم إبلاغ الإدارة الأمريكية بالهجوم على القنصلية عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق في الجو.
هجومان إسرائيليان عنيفان خلال أيام
وكانت وكالة أنباء النظام “سانا”، أفادت بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص جراء قصف إسرائيلي بالصواريخ استهدف، عصر الاثنين، مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وذلك بعد 3 أيام من هجوم إسرائيلي على مواقع بريف حلب.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري، قوله: “حوالي الساعة 00 : 17 مساء اليوم (الاثنين) شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”.
وأضاف المصدر: إن “العدوان أدى إلى تدمير البناء بكامله ومقتل وإصابة كل من بداخله، ويجري العمل على انتشال جثث القتلى وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض”.
وفجر الجمعة الماضي، شنت إسرائيل هجوماً على عدداً من المواقع في ريف حلب، ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين قولهما حينها، إن “33 عسكرياً ومدنياً قتلوا في غارات إسرائيلية على مدينة حلب.
ومنذ بدء الحرب في غزة، شنت إسرائيل عدة هجمات على مواقع لقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا، تركز معظمها على الجنوب السوري ومطاري دمشق وحلب، وخلّف بعضها مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين.
وخلال العام الماضي 2023، نفذّت إسرائيل 40 ضربة في سوريا، بحسب ما وثق مركز “جسور للدراسات” في تقرير نشره بداية العام الماضي.
وقال المركز، إن “الضربات عام 2023 تنوعت بين القصف الجوي والبحري والبري، واستهدفت بعض الضربات أكثر من محافظة في وقت واحد، لتطال بمجموعها 95 موقعاً وتدمر ما يقارب 297 هدفاً”.