ضحايا بقصف على غزة و”العدل الدولية” تستمع لاتهام إسرائيل بـ”الإبادة”
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدين مقتل 4 مسعفين بقصف إسرائيلي في غزة
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ97 ما خلّف مزيداً من الضحايا بينهم مسعفون، في حين بدأت محكمة العدل الدولية أولى جلساتها بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وأفاد المركز الإعلامي الفلسطيني، اليوم الخميس، بسقوط قتلى وجرحى إثر استهداف دبابات الجيش الإسرائيلي مجموعة مواطنين متجمهرين بشارع البحر جنوب غربي غزة كانوا بانتظار وصول شاحنة مساعدات.
وأشار المركز، في قناته على التغرام، إلى مقتل شخصين في قصف إسرائيلي على منطقة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد القتلى الصحفيين إلى 117 منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بعد مقتل صحفيين اثنين.
بدورها، أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، مقتل 4 من مسعفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف مركبة إسعاف في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت اللجنة في بيان نشرته على حسابها بمنصة “اكس”: إن “فريق الإسعاف بغزة عمل بلا هوادة في ظروف مروعة من أجل التخفيف من معاناة الجرحى والمرضى خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.
وأضافت، أن “القانون الدولي الإنساني واضح بأنه لا يجوز أبداً أن يخسر العاملين في المجال الطبي أرواحهم أثناء تقديم الدعم لمجتمعاتهم”.
ميدانياً، اعترف الجيش الإسرائيلي، بأن جنوده يخوضون في قطاع غزة قتالاً معقداً مع الفصائل الفلسطينية التي استعدت منذ فترة طويلة بشكل منظم.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، “نخوض قتالا في منطقة معقدة، فوق الأرض وتحت الأرض، مع مقاتلين فلسطينيين استعدوا قبل وقت طويل للدفاع، بشكل منظم”.
والاثنين الماضي، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، البدء في “مرحلة جديدة” من الحرب بقطاع غزة، “أقل كثافة في القتال، وتشمل قوات برية وهجمات جوية أقل”.
وأضاف هاغاري، أن العمليات القتالية الحالية “ستركز على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع، وخاصة حول مدن خان يونس ودير البلح”.
في الغضون، بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم، أولى جلساتها بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وللمطالبة بوقف فوري للهجوم العسكري على القطاع المستمر منذ نحو 100 يوم.
وقال الفريق القانوني لجنوب إفريقيا، إن “ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من قصف وتهجير وحرمان من الاحتياجات الأساسية يشير إلى إبادة جماعية متعمدة، مشدداً على أن الوضع في غزة يتطلب تدخل محكمة العدل الدولية كما فعلت في قضية الروهينغيا”.
من جانبها، أعربت حركة حماس، اليوم، عن تطلعها لأن تصدر محكمة العدل الدولية المنعقدة في لاهاي قراراً “ينصف الضحايا بوقف العدوان فوراً على غزة ومحاسبة مجرمي الحرب”.
وبحسب وكالة رويترز، من المتوقع أن يصدر حكم في وقت لاحق من هذا الشهر بشأن الإجراءات العاجلة، لكن المحكمة لن تصدر حكمها فيما يتعلق باتهامات الإبادة الجماعية في نفس الوقت.
وقبيل الجلسة، تجمع عشرات المؤيدين لفلسطين أمام مبنى محكمة العدل الدولية، رافعين علم فلسطين وهتفوا بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في غزة.
ونهاية كانون الأول الماضي، تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى تعرض خلالها دلائل على تورط إسرائيل بارتكاب أعمال “إبادة جماعية” ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وانتهاكها القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وبحسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، بلغت حصيلة الضحايا منذ بداية الحرب الإسرائيلية إلى 23357 قتيلا و59410 جرحى.
وفي 7 من تشرين الأول الماضي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.
ويرزح قطاع غزة -الذي يأوي نحو 2.3 مليون نسمة- تحت حصار إسرائيلي منذ عام 2006، وتتفاقم معاناة قاطنيه منذ بدء إسرائيل حربها الأخيرة، وقطعها كافة الإمدادات من مياه وكهرباء ووقود، وسط دخول شاحنات مساعدات “محدودة” من معبر رفح الحدودي مع مصر.