الجيش الإسرائيلي يواصل حربه على غزة ويرفع عدد قتلاه إلى 433
منظمة الصحة العالمية: "لا يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في ظل استمرار القتال".
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ66 مخلفةً مزيداً من الضحايا وسط دعوات أممية متجددة لوقف القتال وإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، في وقتٍ تستمر فيه المعارك بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة داخل غزة.
وقتل 11 فلسطينياً معظمهم أطفال وأصيب آخرون، اليوم الإثنين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ومنزلاً آخر في مخيم النصيرات وسط القطاع، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
كما سقط قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء، فجر اليوم، إثر استهداف الطائرات الإسرائيلية مبنى سكنياً وسط قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول، عن شهود عيان.
وقال الشهود، إن القصف أدى إلى تدمير المبنى المكون من 5 طوابق، والذي كان يقيم فيه نحو 60 فلسطينيا بينهم نازحون من مدينة غزة، فيما عملت فرق الدفاع المدني لساعات طويلة من أجل انتشال جثامين القتلى وإنقاذ الجرحى.
من جانبه، قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن القرار بشأن إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، الذي تبناه أعضاء المنظمة بالإجماع أمس، لا يمكن تنفيذه في ظل استمرار القتال.
وأشار غيبريسوس، في بيان، أمس، إلى استحالة إحلال السلام دون تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وقال: “أدعو جميع الدول الأعضاء، وخاصة ذات النفوذ، إلى العمل بشكل عاجل لوضع حد لهذا الصراع في أسرع وقت ممكن”.
وأوضح البيان أن هذا القرار يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري ومستمر ودون عوائق، بما في ذلك وصول الطواقم الطبية.
في الغضون، عَمَّ إضراب شامل، اليوم، في الضفة الغربية تنديداً بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك تلبية لدعوات واسعة النطاق، أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت وسم “إضراب من أجل غزة” و”StrikeForGaza”.
وأشارت وكالة الأناضول، إلى توقف حركة المواصلات في كافة محافظات الضفة الغربية، وإغلاق المؤسسات والبنوك والمدارس والوزارات والمحال التجارية أبوابها، كما علقت اليوم جلسة التداول في البورصة المحلية.
ويأتي تنفيذ الإضراب حول العالم، اليوم، للتضامن مع قطاع غزة، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تشرين الأول الماضي.
على الصعيد الميداني، تستمر المعارك البريّة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة داخل غزة في مناطق عدة بالقطاع.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيانات منفصلة، اليوم، استهداف دبابتين إسرائيليتين بقذائف “الياسين 105” في محور شمال مدينة خان يونس.
وأضافت القسام، أن مقاتليها استهدفت تجمعات للقوات الإسرائيلية المتوغلة في منطقة المحطّة بمدينة خانيونس بقذائف الهاون، كما قصفت “تل أبيب” برشقة صاروخية، رداً على الهجمات الإسرائيلية بحق المدنيين.
وأمس، أكدت “كتائب القسام”، مقتل 40 جندياً إسرائيلياً وإيقاع عشرات آخرين بين قتيل وجريح في تفجيرات واشتباكات خلال اليومين الأخيرين.
في السياق، ارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بقطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي، إلى 433 قتيلاً، بحسب ما أعلن الجيش، في بيان، اليوم.
واعترف الجيش الإسرائيلي، بمقتل ضابطين وجندي وإصابة رابع بجروح خطيرة، في المعارك الدائرة مع الفصائل الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
في سياق آخر، قالت هيئة البث العبرية، إن الجيش الإسرائيلي يبحث مقترح لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، بحيث يتوغل من وقت لآخر لتنفيذ اقتحامات محددة في مناطق من القطاع، على غرار عملياته بالضفة الغربية.
وأضافت الهيئة، أنه “على الرغم من مناقشة قيادة الجيش لهذا الموضوع، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد بشأن هذه القضية، وما زالت المناقشات مستمرة”.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يقدر أن عام 2024 سيكون عام المواجهات، وأن جميع كتائب الاحتياط ستكون مطلوبة لمدة شهر واحد على الأقل من القتال في أحد القطاعات.
وفي 7 من تشرين الأول الماضي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.
ويرزح قطاع غزة -الذي يأوي نحو 2.3 مليون نسمة- تحت حصار إسرائيلي منذ عام 2006، وتتفاقم معاناة قاطنيه منذ بدء إسرائيل حربها الأخيرة، وقطعها كافة الإمدادات من مياه وكهرباء ووقود، وسط دخول شاحنات مساعدات “محدودة” من معبر رفح الحدودي مع مصر.
راديو الكل – وكالات