مخاوف من توقف مشافي غزة وتكدس الجثث في مجمع الشفاء الطبي
"صحة غزة": "قررنا دفن جثامين القتلى في مجمع الشفاء الطبي بمقبرة جماعية".
سقط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين، الثلاثاء، في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لليوم 39، وسط مخاوف من توقف مشافي القطاع، في حين أعلنت كتائب القسام مقتل جنديين إسرائيليين خلال المعارك البريّة المتواصلة مع القوات المتوغلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بمقتل 10 فلسطينيين أغلبهم من الأطفال، وإصابة آخرين، فجر اليوم، بعد قصف الطائرات الإسرائيلية منزلين في خان يونس جنوب قطاع غزة”.
وسببّت الحرب الإسرائيلية المندلعة منذ 7 أكتوبر الماضي، مقتل أكثر 11 ألفا و200 فلسطيني، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، بجانب أزيد من 28 ألف مصاب، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، اليوم، إنهم مضطرون لدفن ما بين 100 و200 جثة في مجمع الشفاء المحاصر بمقبرة جماعية، مشيراً إلى أن عملية الدفن ستسغرق 6 ساعات من العمل المتواصل.
ورجح ارتفاع عدد القتلى بسبب العجز عن تأمين الرعاية الطبية للمرضى والجرحى، مؤكداً عدم دخول أي سيارة إسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي منذ ليلة الجمعة الماضية.
وأضاف، أن القذائف ما زالت تسقط على مجمع الشفاء الطبي، مشدداً على أن كل من يتواجد في المجمع يواجه الموت بسبب انعدام مقومات الحياة كالماء والطعام.
بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي “يروج الأكاذيب ويمارس التضليل والتحريض تمهيدا لتدمير المستشفيات وقتل المرضى”.
وأضاف المكتب في بيان، مساء أمس: “ثبت سابقاً وبالمخططات الهندسية كذب الاحتلال عندما عرض صورا قال إنها فتحات أنفاق للمقاومة وتبين لاحقا أنها أماكن لتخزين المياه والوقود لأقسام المستشفى المختلفة”.
وحمّل المكتب، الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة عن أي حماقة يرتكبها ضد المستشفيات أو المؤسسات الصحية بشكل عام، والمسؤولية عن سلامة عشرات الآلاف من الطواقم الطبية والمرضى وكل النازحين الآمنين في المستشفيات”.
من جانبه، قال متحدث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا، إن غزة تتعرض لحصار وهجمات إسرائيلية “مكثفة”، وهي بحاجة إلى مساعدات إنسانية مستمرة.
ونقلت، وكالة الأناضول، عن لونغا، قوله، إن الوضع في غزة “خطير” وأن مستشفيات شمال غزة أغلقت وتوقفت عن تقديم الخدمات بسبب غياب الكهرباء والمعدات الطبية والغذاء والمياه والدواء.
وأضاف أن “سكان غزة يتجهون إلى جنوب القطاع لكن الوضع هناك أيضا معقد للغاية والأنظمة الصحية على وشك الانهيار”.
هذا وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عدم وجود أي وسيلة لنقل المرضى بأمان إلى أي مكان في قطاع غزة.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للمكتب في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو، إن الاشتباكات تكثفت في محيط مستشفى الشفاء نهاية الأسبوع، مضيفاً أن البنية التحتية الأساسية تضررت وفقد بعض العاملين هناك حياتهم.
وشدد على أن العمليات العسكرية في المستشفيات والمناطق المحيطة بها “يجب أن تتم مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المرضى والموظفين”.
ميدانياً.. أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية، اليوم، مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 3 آخرين في اشتباك مع القوات المتوغلة في بيت حانون بقطاع غزة، مع استمرار المعارك البرية لليوم 19 على التوالي.
وقالت كتائب القسام، أنها دمرت خلال الـ48 ساعة الأخيرة 20 آلية عسكرية بين دبابة ومدرعة تدميراً كلياً أو جزئياً في مناطق توغل القوات الإسرائيلية”.
وأضافت، أن مقاتلي القسام هاجموا بنايات يتحصن فيها الجنود الإسرائيليون بالقذائف المضادة للتحصينات والقذائف المضادة للأفراد”.
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة أمس، ما يرفع عدد قتلاه إلى 47 منذ بدء العملية البرية في 27 تشرين الأول الماضي.
وأفاد الجيش في بيان، بمقتل جنديين برتبة رائد والآخر رقيب، فيما أصيب 4 آخرون بجروح خطيرة، في معارك شمال قطاع غزة، وسقوط صاروخ مضاد للدبابات بالقرب من المنطقة الزراعية”.
وأشار الجيش الإسرائيلي، إلى “إجلاء المقاتلين لتلقي العلاج في المستشفى، وإبلاغ عائلاتهم”.
وفي 7 من تشرين الأول الماضي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.
ويرزح قطاع غزة -الذي يأوي نحو 2.3 مليون نسمة- تحت حصار إسرائيلي منذ عام 2006، وتتفاقم معاناة قاطنيه منذ بدء إسرائيل حربها الأخيرة، وقطعها كافة الإمدادات من مياه وكهرباء ووقود، وسط دخول شاحنات مساعدات “محدودة” من معبر رفح الحدودي مع مصر.
راديو الكل – متابعات