الحرب على غزة توقع مزيداً من الضحايا مع استمرار المعارك البريّة
"صحة غزة": "توقف مستشفيي العيون والصحة النفسية وكل الخدمات الطبية الخاصة بالأطفال".
قُتِلَ وجرح عشرات الفلسطينيين، الخميس، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها 34، وسط استمرار المعارك البريّة المباشرة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة داخل القطاع.
وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 10 آلاف و812، بينهم 4412 طفلاً، و2918 امرأة، إضافةً إلى 26905 جرحى، منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، توقف مستشفيي العيون والصحة النفسية وكل الخدمات الطبية الخاصة بالأطفال، مشيراً إلى بدء العد التنازلي لوقف الخدمة بالمستشفى الإندونيسي ومستشفيات أخرى خلال 24 ساعة.
وقال متحدث الصحة، إن “الاحتلال يستخدم سلاح التجويع بحق الجرحى والمرضى بالمستشفيات”، موضحاً إطلاق وزارة الصحة نداءات استغاثة دون استجابة.
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد القتلى في مدينة ومخيم جنين إلى 9، وإصابة 6 آخرين، اليوم، برصاص الجيش الإسرائيلي، ما يرفع عدد القتلى بالضفة الغربية المحتلة إلى 174 قتيلاً منذ بدء الحرب.
هذا واقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي، اليوم، مخيم جنين، مرتين خلال ساعات، وجرفت شوارع ودمّرت البنية التحتية، وفق ما نقلت الأناضول، عن شهود عيان.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أعلنت في بيان “استهداف سيارة إسعاف الهلال الأحمر في جنين وإصابة مسعف برصاص حي”.
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، من تفشي الأمراض المعدية في قطاع غزة، جراء تعطل المرافق الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي بسبب القصف الإسرائيلي.
وقالت المنظمة، في بيان، أمس، إن الوفَيات والإصابات ارتفعت نتيجة تكثيف الهجمات الإسرائيلية على غزة، وأن هذا الوضع يشكل خطراً على صحة الناس.
وأضافت، أن نقص الوقود أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه، وأن ذلك يدفع الناس إلى استهلاك المياه الملوثة ويزيد بشكل كبير من خطر انتشار الأمراض البكتيرية.
ميدانياً، تستمر، لليوم 14، المعارك المباشرة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة داخل قطاع غزة، في وقت ارتفع فيه عدد قتلى الجنود الإسرائيليين إلى 35 منذ بدء العمليات البرية، في 27 تشرين الأول الماضي.
وأعلنت، كتائب القسام، اليوم، أنها دمرت دبابة إسرائيلية في منطقة التوام، وأضافت أنها دمرت ثلاث آليات وجرافة إسرائيلية على أطراف مخيم الشاطئ.
وأمس، قالت كتائب القسام إنها وثقت تدمير 136 آلية عسكرية إسرائيلية بشكل كلي أو جزئي، وإخراجها عن الخدمة من القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة.
بالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اغتيال “إبراهيم أبو مغصيب”، مسؤول منظومة الصواريخ المضادة للدروع في مخيمات الوسطى في حركة حماس”.
وأضاف، الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه لم يتمكن من السيطرة على موقع تابع لحركة “حماس” غرب مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، إلا بعد معارك استمرت عشر ساعات خلال الليلة الأخيرة.
وقال الجيش: “خلال عملية السيطرة على الموقع خاض الجنود معركة وجهًا لوجه ضد مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي الذين تواجدوا في الموقع سواء فوق الأرض، وفي مسار تحت الأرض بالمنطقة”.
في السياق، نزح مئات المدنيين الفلسطينيين من الأحياء التي تدور فيها الاشتباكات شمالي غزة، باتجاه مناطق جنوب القطاع، بعد تقدم الجيش الإسرائيلي في شارع صلاح الدين.
وكان إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة، أوضح أن “قرابة 900 ألف مواطن لا يزالون يتواجدون في محافظتي غزة وشمال غزة”، وذلك رغم مساعي الجيش الإسرائيلي لإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب عبر القصف الجوي والمدفعي المتواصلين.
بدوره، قال، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، إن على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وأكد لازاريني أن المساعدات القليلة التي تصل عبر معبر رفح أقل بكثير مما هو مطلوب، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار الفوري يمكن أن يحول دون وقوع كارثة.
وطالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق إلى القطاع دون قيود.
وانطلقت اليوم فعاليات “المؤتمر الإنساني الدولي من أجل المدنيين في غزة” في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة نحو 80 دولة ومنظمة دولية، بهدف العمل من أجل وقف إطلاق النار وإيجاد هدنة إنسانية.
ويأتي ذلك بعد فشل مجلس الأمن الدولي عدة مرات في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، مع رفض إسرائيل دعوات متجددة لوقف إطلاق النار في القطاع.
وفي 7 من تشرين الأول الماضي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.