إسرائيل تنفذ هجوما ثانيا على جباليا وتقر بمقتل جنود خلال معارك غزة
"صحة غزة": "ارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 8796 والجرحى إلى 22219".
شهد اليوم 26 من الحرب على غزة، تطورات متلاحقة، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية هجوماً ثانياً على مخيم جباليا، بالمقابل اعترفت إسرائيل بمصرع 13 جندياً القطاع، في وقتٍ يستعد فيه أصحاب الجنسية المزدوجة والجرحى لدخول مصر من معبر رفح بعد التوصل لاتفاق بوساطة قطرية.
وقُتِلَ عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، في قصف إسرائيلي جديد على مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، بعد يوم من هجوم استهدف المنطقة نفسها، وخلّف سقوط 400 شخص بين قتيل وجريح.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن “الحصيلة الأولية لاستهداف إسرائيل مربعاً سكنياً في منطقة الفالوجا، بمخيم جباليا، تُقدر بالعشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 8796، والجرحى إلى 22 ألفاً و219، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
وحذر المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، اليوم، من خروج مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، والمستشفى الإندونيسي عن الخدمة خلال الساعات القادمة بسبب نفاد الوقود.
وطالب القدرة، “كافة الدول للعمل الفوري على تدفق المساعدات الطبية لمستشفيات غزة المنهارة والتي فقدت قدراتها في إنقاذ حياة الجرحى والمرضى”.
وشدد على “ضرورة خروج كافة الجرحى من الحالات الخطيرة والمعقدة، والتي لا يتوفر لها علاج في غزة”.
في الغضون، بدأت سيارات جرحى وحاملي الجنسيات الأجنبية بالدخول إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح بانتظار مغادرتهم إلى الجانب المصري، بعد التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل ومصر برعاية قطرية.
ونقلت وكالة الأناضول، عن مدير إعلام معبر رفح من الجانب الفلسطيني وائل أبو محسن، قوله، إن “عدد الجرحى الذين سوف يتم نقلهم للعلاج في مصر يبلغ 81 مصابا فلسطينيا”.
وأشار أيضا إلى أنه “من المتوقع مغادرة نحو 450 من حاملي جوازات السفر الأجنبية” من قطاع غزة عبر معبر رفح إلى مصر.
وبحسب وكالة رويترز، فإن قطر توسطت في اتفاق يضم مصر وحركة حماس وإسرائيل بالتنسيق مع واشنطن، لفتح معبر رفح اليوم الأربعاء.
وقالت الوكالة، إن الاتفاق غير مرتبط بأمور أخرى قيد التفاوض، مثل إطلاق سراح الرهائن أو الهدنة الإنسانية.
في الأثناء، عادت شبكات الاتصالات الأرضية والثابتة والمتنقلة والإنترنت إلى قطاع غزة، بشكل تدريجي، اليوم، بعد عدة ساعات من قطع إسرائيل لهذه الخدمات للمرة الثانية خلال أسبوع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل”، انقطاع كامل لكافة الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة.
وقالت الشركة في بيان مقتصب على منصة “إكس”: “نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، وذلك بسبب تعرض المسارات الدولية والتي تمت إعادة وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى”.
ميدانياً.. اعترفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم، بمقتل 13 جندياً إسرائيلياً في المعارك مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 328.
وأقرّ رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتكبدهم خسائر وصفها بـ”المؤلمة”، وأكد أن الحرب في قطاع غزة ستكون “صعبة وطويلة”.
وقال نتنياهو في تصريح مكتوب، “لقد حققنا الكثير من الإنجازات المهمة، ولكننا خسرنا أيضا خسائر مؤلمة”، وأضاف: “نحن نعلم أن كل جندي من جنودنا هو عالم بكامله”، على حد وصفه.
هذا وتدور معارك بين “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس”، مع قوات إسرائيلية متوغلة في غزة، حيث أعلنت الكتائب تدمير آلية إسرائيلية “توغلت” شرق حي الزيتون، وإسقاط قذيفة مضادة للأفراد على قوة إسرائيلية في بيت حانون.
من جانب آخر، أعلنت “كتائب القسام”، مقتل 7 أسرى مدنيين لديها بينهم 3 من أصحاب الجوازات الأجنبية في القصف الإسرائيلي العنيف على مخيم جباليا، أمس.
وكان المتحدث باسم “القسام” أبو عبيدة، أكد في كلمة مصورة أمس، أنهم أبلغوا الوسطاء باعتزامهم الإفراج عن محتجزين أجانب خلال الأيام المقبلة انسجاما مع موقفهم وعدم رغبتهم وحاجتهم للاحتفاظ بهم أو احتجازهم في غزة.
وفي السابع من تشرين الأول الماضي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.
ويرزح قطاع غزة -الذي يأوي نحو 2.3 مليون نسمة- تحت حصار إسرائيلي منذ عام 2006، وتتفاقم معاناة قاطنيه منذ بدء إسرائيل حربها الأخيرة، وقطعها كافة الإمدادات من مياه وكهرباء ووقود، وسط دخول شاحنات مساعدات “محدودة” من معبر رفح الحدودي مع مصر.