انسحاب قوة إسرائيلية متوغلة وارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 8300
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "الجيش الإسرائيلي يحاول رسم صورة غير حقيقية لتواجد جنوده بمناطق داخل القطاع ولا يستطيع ذلك تحت ضربات المقاومة".
أجبرت الفصائل الفلسطينية، اليوم الإثنين، قوة إسرائيلية على الانسحاب بعد وقت قصير من توغلها بشكل محدود في شارع صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة، في تطور لافت بالتزامن مع دخول الحرب يومها 24، والتي خلّفت حتى الآن مقتل 8300 فلسطيني.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر بيان، “لا يوجد أي تقدم برّي داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرّافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك”.
وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي يحاول رسم صورة غير حقيقية لتواجد جنوده بمناطق داخل القطاع ولا يستطيع ذلك تحت ضربات المقاومة”.
وأردف المكتب الإعلامي: “لا يوجد حاليا أي تواجد لآليات جيش الاحتلال على شارع صلاح الدين، وعادت حركة المواطنين لطبيعتها”، مشيراً إلى أن الآليات استهدفت سيارتين مدنيتين وأحدثت تجريفاً في الشارع قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع”.
من جانبها، نقلت وكالة أنباء الأناضول، عن شهود عيان، قولهم، إن “آليات عسكرية إسرائيلية توغلت ليلا بمسافة 3 كيلومترات من منطقة “جحر الديك” شرق غزة وصولاً إلى مفترق “نتساريم” على شارع صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة.
وأضاف الشهود، أن الطائرات الإسرائيلية والمدفعية قصفت المنطقة بشكل كثيف طوال ساعات الليل وحتى ساعات الصباح الأولى للتغطية على عملية التوغل.
وخلال التوغل المؤقت، فصلت القوات الإسرائيلية مدينة غزة وشمال القطاع عن المناطق الجنوبية، قبيل أن تنسحب ويعود وضع المنطقة إلى طبيعته.
من جانبه، قال متحدث الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، “نقوم بعملية برية موسعة داخل القطاع، والقوات البرية والدبابات وقوات المشاة والمدرعات تتجه نحو من وصفهم بـ”الإرهابيين”.
وأضاف هاغاري، في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، أن “القتال يدور داخل قطاع غزة. نحن نتقدم تدريجيا، وسيشتد النشاط الهجومي بحسب مراحل الحرب وأهدافها”.
ورفض متحدث الجيش التعليق على تقارير تحدثت عن وجود دبابات إسرائيلية على مشارف مدينة غزة، وقال: “نواصل العمل ولن نكشف أماكن تواجد قواتنا”، على حد تعبيره.
بالتزامن مع ذلك، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 8306، والجرحى إلى 21 ألفاً و48 مصاباً، منذ بدء القصف الإسرائيلي على غزة، في السابع من تشرين الأول الحالي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وقال، متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، اليوم، إن الجيش الإسرائيلي أخرج 25 مستشفى عن الخدمة في القطاع واستهدف 25 سيارة إسعاف.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي، عمِدَ إلى شل حركة سيارات الإسعاف حتى لا تتمكن من القيام بواجبها في إنقاذ المرضى والجرحى، وطالب كافة الجهات الدولية بتفعيل القانون الدولي لحماية المنشآت الطبية.
وناشد القدرة، سكان غزة بالتوجه للمشافي للتبرع بالدم بسبب عدم توفر كميات كافية منه لإنقاذ الجرحى.
ويأتي ذلك، بعد ساعات قليلة، من مقتل 4 فلسطينيين وإصابة 9 آخرين، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، بحسب ما أفادت مصادر طبية في مشفى خليل سليمان الحكومي.
هذا وشنت الطائرات الإسرائيلية “حزاماً نارياً” على محيط مشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة بهدف إجبار النازحين المتواجدين بداخله على الذهاب جنوباً”، وفق ما أفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأضافت المصادر، أنه “يوجد في مستشفى القدس 12 ألف مواطن نزحوا إلى المستشفى كملاذٍ آمنٍ، إضافة إلى نحو 400 مريض، ومثلهم جرحى، باتوا مهددين بالقصف”.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن إسرائيل جددت اليوم تحذيراتها بقصف مشفى القدس، والأمر بالإخلاء الفوري له، وأكدت أنها “لن تخلي المشفى”، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة”.
بالمقابل، ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الحالي، إلى أكثر من 1538 شخصاً، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وأشارت الهيئة، في بيان، إلى التعرف حتى الآن على جثث 823 قتيلاً من غير الجنود، ونقل 715 جثة للدفن”، وأضافت، الهيئة الإسرائيلية أن “عملية التعرف على باقي الجثث لا تزال مستمرة”.
وأمس، قال الجيش الإسرائيلي، إن عدد الجنود القتلى منذ بدء الحرب وصل إلى 311، والرهائن الإسرائيليين في غزة إلى 230 شخصاً.