إسرائيل تقتل 7 آلاف فلسطيني وتتحدث عن توغل محدود شمالي غزة
"صحة غزة" تحذر من "كارثة صحية جراء تحول المستشفيات إلى مراكز إيواء تضم عشرات آلاف النازحين في ظروف غير صحية".
دخل التصعيد الإسرائيلي على غزة، الخميس، يومه الـ20، ما سببّ مقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني، وخروج المنظومة الصحية في القطاع عن الخدمة، في وقتٍ تحدث فيه الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه توغلا ليليا محدودا شمال غزة.
هذا وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 7028، والجرحى إلى 18484، منذ بدء القصف الإسرائيلي على غزة، في السابع من تشرين الأول الحالي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، اليوم، إن من بين القتلى “2913 طفلاً، و1709 نساء، و397 مسناً”، مشيراً إلى مقتل 481 فلسطينياً خلال الساعات الماضية.
وأضاف أن وزارة الصحة تلقت 1650 بلاغا عن مفقودين منهم 940 طفلاً لا يزالون تحت الأنقاض.
وحذر القدرة، من “كارثة صحية جراء تحول المستشفيات إلى مراكز إيواء تضم عشرات آلاف النازحين في ظروف غير صحية تسببت في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية”.
وقال: إن “الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إبقاء المنظومة الصحية في حالة انهيار تام جراء تعنته في إدخال الوقود والاحتياجات الطبية الطارئة”.
وطالب القدرة بفتح معبر رفح البري مع مصر كالمعتاد وإدخال المساعدات الطبية والوقود والوفود الطبية وخروج الجرحى والمرضى، ودعا كافة الجهات لإجراءات عاجلة وفاعلة لإنقاذ المنظومة الصحية المنهارة.
وتقطع إسرائيل منذ التاسع من تشرين الأول الحالي، الإمدادات الأساسية من طعام وكهرباء ومياه ووقود عن غزة، فيما دخلت منذ السبت الماضي 74 شاحنة فقط عبر معبر رفح إلى القطاع، الذي يأوي نحو 3.2 مليون نسمة.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة، من أنه “لا يوجد مكان آمن” في قطاع غزة، وسط تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية، لليوم العشرين على التوالي.
وقالت لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في القطاع، في بيان، إنه “لم يتبق للناس سوى خيارات مستحيلة.. لا يوجد مكان آمن في غزة”.
وأضافت: أن “العائلات النازحة تعود إلى شمال غزة بسبب القصف المستمر لأن احتياجاتها الأساسية، لا يمكن تلبيتها في الجنوب”.
وجددت التأكيد على ضرورة “حماية المدنيين وتزويدهم بالأساسيات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة – سواء انتقلوا أو بقوا”.
في الغضون، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه عملية مداهمة، الليلة الماضية، شمالي قطاع غزة بواسطة الدبابات، قال إنها “جزء من تهيئة الظروف في المنطقة تمهيداً للمراحل اللاحقة من القتال”، على حد تعبيره.
وصرح الجيش، في بيان، إن “قواته رصدت خلال العملية العديد من المسلحين واستهدفتهم، ودمرت بنى تحتية، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع ونفذت أعمالاً لتنظيم المنطقة”، مشيراً إلى أن قواته غادرت المنطقة بعد استكمال المهمة”.
ويعد هذا التوغل الثالث من نوعه الذي يعلن عنه الجيش الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن تل أبيب وافقت على تأجيل تنفيذ الهجوم البري الشامل على قطاع غزة في الوقت الحالي.
وأضافت الصحيفة، أن موافقة إسرائيل سببها “منح الولايات المتحدة الأمريكية الوقت الكافي لتتمكن من إرسال الدفاعات الصاروخية إلى المنطقة”.
هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، ارتفاع عدد جنوده القتلى إلى 309 منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول الحالي، وعدد الأسرى الإسرائيليين إلى 224.
وقال متحدث الجيش، دانيال هاغاري: “تم حتى الآن توزيع إشعارات على أهالي 309 جنود بمقتلهم، وأهالي 224 مختطفاً”.
وأضاف هاغاري، أن الجيش الإسرائيلي ينفذ مداهمات ميدانية حتى يتمكن من معرفة المخطوفين والمفقودين، مشيراً إلى أن هذا الرقم سيتغير وسيتم إطلاع أهالي المختطفين والمفقودين على المستجدات”، وفق وصفه.
وفي السابع من تشرين الأول الحالي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.
وتسببت عملية “طوفان الأقصى” حتى الآن، بمقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وإصابة أزيد من 5 آلاف آخرين.