“الإنقاذ الدولية” تؤكد ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون شروط
الشهر الماضي، استخدمت روسيا "الفيتو" ضد إيصال المساعدات إلى سوريا، عبر الحدود؟
أكد رئيس “لجنة الإنقاذ الدولية” ديفيد ميليباند، ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية، إلى محتاجيها في سوريا، دون إعاقة أو شروط، أو تدخل من الجهات الحكومية وغيرها، وفق ما نقلت قناة “الشرق”.
وقال في بيان إنه “لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتقييد المساعدات أو فرض شروط، في وقت تكون فيه الاحتياجات الإنسانية في أعلى مستوياتها على الإطلاق”.
وشدد على ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إجراءات عاجلة لتأمين وصول إنساني طويل الأجل ومستدام وآمن إلى شمال غربي سوريا، بما في ذلك من خلال مجلس الأمن الدولي.
وأردف ميليباند، الذي أنهى زيارة إلى لبنان والأردن، التقى خلالها لاجئين سوريين ومجتمعات مضيفة، أن الاحتياجات في هذين البلدين ليست أقل حدة، مشيراً إلى ضرورة أن تتلقى البلدان المضيفة للاجئين، ضمانات طويلة الأجل من المجتمع الدولي، تؤكد لها دعمها في المستقبل المنظور.
وأشار رئيس “لجنة الإنقاذ الدولية”، إلى أن السوريين وجيرانهم دفعوا ثمناً باهظاً لفقدان اهتمام المجتمع الدولي بهم، بينما كشف الزلزال عن أن نسيان الأزمة لا يعني حلها.
وعرقلت روسيا في وقت سابق من الشهر الماضي، تصويت مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، بعد استخدامها حق النقض “الفيتو”، ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” إلى سوريا، حيث صوت أعضاء مجلس الأمن الـ13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وقبل أسبوع، حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” من استمرار توقف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق شمال غربي سوريا، بعد انتهاء التفويض الأممي لإدخالها.
وقال الفريق إن توقف دخول المساعدات ستبدأ آثاره بالظهور قريباً جداً، خاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات غير مقبولة، وتزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المدنيون في المنطقة، مضيفاً أن المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا بدأ باستهلاك المخزون الاستراتيجي الموجود في الداخل السوري، ما يشكل استنزافاً كبيراً لعمل المنظمات الإنسانية، وسط غياب حلول المجتمع الدولي، مع مخاوف كبيرة من استهلاك كافة المخزون والدخول بمراحل جديدة من العجز الإنساني في المنطقة.
وكان قد أكد راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مستقبل إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا “لا ينبغي أن يكون قراراً سياسياً، بل يجب أن يكون إنسانياً”، مشيراً إلى تردي الأوضاع المعيشية في سوريا.
وأضاف المسؤول الأممي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الشهر الفائت، أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية مستمرة في التدهور في سوريا، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بأكثر من 90 في المائة هذا العام، مما جعل المواد الغذائية الأساسية والضروريات الأخرى بعيدة عن متناول ملايين الأسر.
وأشار إلى إن حوالي 12 مليون شخص – أي أكثر من 50 في المائة من السكان – يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي وإن 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستوى قياسي، مضيفاً أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا ممولة لعام 2023 بنسبة 13.3 في المائة فقط، مما يعني أن المنظمة ستضطر إلى “اتخاذ خيارات صعبة مجدداً هذا العام” لتقليص خدماتها ومساعداتها.
وقال راجاسينغهام إن الأمم المتحدة وشركائها على استعداد لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر الحدود، من خلال معبر باب الهوى، مشيراً إلى رسالة حكومة نظام الأسد التي تمنح الأمم المتحدة الإذن باستخدام المعبر.
وأخبر أعضاء المجلس بأن المنظمة تواصل الانخراط مع “السلطات” بناء على الشروط الموضحة في تلك الرسالة، والأساليب القائمة على المبادئ بالنسبة لعملياتنا.
راديو الكل – متابعات