الأمم المتحدة تتحدث عن نشاطاتها بإدخال المساعدات إلى شمالي سوريا منذ زلزال شباط
الأمم المتحدة أكدت استمرار الاتصالات مع نظام الأسد، بشأن أنشطتها بشمالي سوريا.
أكد ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استكمال قرابة 170 مهمة مساعدات إنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر تركيا منذ زلزال شباط الماضي.
وبيّن دوغاريك بتصريح صحفي أمس الأربعاء، أنه تم توفير مواد تقنية لمستشفى الأطفال والمرافق الصحية المختلفة في الشمال السوري، مشيراً إلى وجود خطط لإدخال مساعدات جديدة إلى سوريا عبر بوابة باب السلامة خلال الأيام المقبلة.
ولفت أن الاتصالات مستمرة مع حكومة نظام الأسد، بخصوص أنشطة الأمم المتحدة في المنطقة.
ووافق نظام الأسد، بعد زلزال شباط الماضي، على استخدام معبري “باب السلامة” و”الراعي” الحدوديين مع تركيا، لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمالي سوريا.
وعرقلت روسيا في وقت سابق من الشهر الحالي، تصويت مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، بعد استخدامها حق النقض “الفيتو”، ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” إلى سوريا، حيث صوت أعضاء مجلس الأمن الـ13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وعقب ذلك، اعترضت الأمم المتحدة، على “شرطين غير مقبولين” وضعتهما حكومة النظام للسماح باستخدام معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمال غربي سوريا.
وكان قد أكد راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مستقبل إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا “لا ينبغي أن يكون قراراً سياسياً، بل يجب أن يكون إنسانياً”، مشيراً إلى تردي الأوضاع المعيشية في سوريا.
وأضاف المسؤول الأممي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية مستمرة في التدهور في سوريا، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بأكثر من 90 في المائة هذا العام، مما جعل المواد الغذائية الأساسية والضروريات الأخرى بعيدة عن متناول ملايين الأسر.
وأشار إلى إن حوالي 12 مليون شخص – أي أكثر من 50 في المائة من السكان – يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي وإن 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستوى قياسي، مضيفاً أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا ممولة لعام 2023 بنسبة 13.3 في المائة فقط، مما يعني أن المنظمة ستضطر إلى “اتخاذ خيارات صعبة مجدداً هذا العام” لتقليص خدماتها ومساعداتها.
وقال راجاسينغهام إن الأمم المتحدة وشركائها على استعداد لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر الحدود، من خلال معبر باب الهوى، مشيراً إلى رسالة حكومة نظام الأسد التي تمنح الأمم المتحدة الإذن باستخدام المعبر.
وأخبر أعضاء المجلس بأن المنظمة تواصل الانخراط مع “السلطات” بناء على الشروط الموضحة في تلك الرسالة، والأساليب القائمة على المبادئ بالنسبة لعملياتنا.
وأردف راجاسينجهام إن الأمم المتحدة ووكالاتها مستمرون في الوصول إلى شمال غربي سوريا عبر معبري باب السلام والراعي الحدوديين، وأعرب عن أمله في تمديد موافقة حكومة النظام لاستخدام المعبرين قبل انتهاء صلاحيتها في 13 آب.
من جانبه، تشارك المبعوث الأممي غير بيدرسون مع الأمين العام أنطونيو غوتيريش خيبة الأمل، إزاء عدم تمكن مجلس الأمن من الموافقة على تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والتي وصفها بأنها تمثل “شريان حياة لملايين المدنيين”.