“منسقو الاستجابة” يحذر من استمرار توقف دخول المساعدات الإنسانية لشمالي سوريا
الأمم المتحدة أكدت أن ملايين السوريين تحت خطر انعدام الأمن الغذائي والجوع.
حذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، في بيان نشره عبر معرفاته اليوم الأربعاء، من استمرار توقف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق شمال غربي سوريا، بعد انتهاء التفويض الأممي لإدخالها قبل 16 يوماً
وقال الفريق إن توقف دخول المساعدات ستبدأ آثاره بالظهور خلال الأسبوعين المقبلين، خاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات غير مقبولة وتزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المدنيون في المنطقة.
وأشار إلى دخول 18 شاحنة مساعدات عبر معبر باب السلامة الحدودي وفق الاستثناء الممنوح والذي ينتهي بعد 18 يوماً، ولم يسجل دخول أي شاحنة من معبر الراعي، على الرغم من شمول المعبر بالاستثناء المسجل.
وأضاف “منسقو استجابة سوريا” أن المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا بدأ باستهلاك المخزون الاستراتيجي الموجود في الداخل السوري، ما يشكل استنزافاً كبيراً لعمل المنظمات الإنسانية، وسط غياب حلول المجتمع الدولي، مع مخاوف كبيرة من استهلاك كافة المخزون والدخول بمراحل جديدة من العجز الإنساني في المنطقة.
وتحدث عن فشل مجلس الأمن الدولي في جلسته التي عقدها بتاريخ 24 تموز بالتوصل إلى اتفاق بين الأطراف لإعادة التفويض الممنوح لمعبر باب الهوى، مع إصرار روسي على مطالبه ومطالب النظام السوري، مع تصريحات ومراوغات غربية لا معنى لها من حيث التضامن مع السوريين في شمال غربي سوريا.
واعتبر “منسقو استجابة سوريا” أنه من الواضح أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يتجهون إلى قبول مقترحات نظام الأسد وروسيا، لكن المماطلات المستمرة بين الأطراف لزيادة معاناة المدنيين فقط، والحصول على تنازلات سياسية بين الأطراف المتناحرة في مجلس الأمن الدولي.
وكان قد أكد راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مستقبل إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا “لا ينبغي أن يكون قراراً سياسياً، بل يجب أن يكون إنسانياً”، مشيراً إلى تردي الأوضاع المعيشية في سوريا.
وأضاف المسؤول الأممي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية مستمرة في التدهور في سوريا، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بأكثر من 90 في المائة هذا العام، مما جعل المواد الغذائية الأساسية والضروريات الأخرى بعيدة عن متناول ملايين الأسر.
وأشار إلى إن حوالي 12 مليون شخص – أي أكثر من 50 في المائة من السكان – يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي وإن 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستوى قياسي، مضيفاً أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا ممولة لعام 2023 بنسبة 13.3 في المائة فقط، مما يعني أن المنظمة ستضطر إلى “اتخاذ خيارات صعبة مجدداً هذا العام” لتقليص خدماتها ومساعداتها.
وقال راجاسينغهام إن الأمم المتحدة وشركائها على استعداد لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر الحدود، من خلال معبر باب الهوى، مشيراً إلى رسالة حكومة نظام الأسد التي تمنح الأمم المتحدة الإذن باستخدام المعبر.
وأخبر أعضاء المجلس بأن المنظمة تواصل الانخراط مع “السلطات” بناء على الشروط الموضحة في تلك الرسالة، والأساليب القائمة على المبادئ بالنسبة لعملياتنا.
وأردف راجاسينجهام إن الأمم المتحدة ووكالاتها مستمرون في الوصول إلى شمال غربي سوريا عبر معبري باب السلام والراعي الحدوديين، وأعرب عن أمله في تمديد موافقة حكومة النظام لاستخدام المعبرين قبل انتهاء صلاحيتها في 13 آب.
من جانبه، تشارك المبعوث الأممي غير بيدرسون مع الأمين العام أنطونيو غوتيريش خيبة الأمل، إزاء عدم تمكن مجلس الأمن من الموافقة على تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والتي وصفها بأنها تمثل “شريان حياة لملايين المدنيين”.
وعرقلت روسيا في وقت سابق من الشهر الحالي، تصويت مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، بعد استخدامها حق النقض “الفيتو”، ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” إلى سوريا، حيث صوت أعضاء مجلس الأمن الـ13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وعقب ذلك، اعترضت الأمم المتحدة، على “شرطين غير مقبولين” وضعتهما حكومة النظام للسماح باستخدام معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمال غربي سوريا.