بعد إدانات دولية لـ”الفيتو” الروسي”.. موسكو تتهم الغرب بتسييس إيصال المساعدات إلى سوريا
عرقلت روسيا تصويت مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود.
ادعت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو كانت مستعدة لإبقاء آلية إيصال المساعدة عبر الحدود في سوريا بشكلها الحالي، لكن الدول الغربية فضلت تسييس الموضوع ورفضت مشروع القرار الروسي بمجلس الأمن الدولي.
وعرقلت روسيا أول أمس، تصويت مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، بعد استخدامها حق النقض “الفيتو”، ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” إلى سوريا، حيث صوت أعضاء مجلس الأمن الـ13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، اليوم الخميس: “كانت روسيا مستعدة للحفاظ على آلية إيصال المساعدات في صيغتها الحالية (معبر واحد لمدة ستة أشهر) وتمديد القرار ذي الصلة”.
وأضافت: “لكن المشروع الروسي تم إفشاله، مما أكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يهتمون بمعاناة السوريين، ولا يرغبون في المساعدة، بل ليس هناك سوى توجه بما فيه من استهتار ونفاق، لاستغلال احتياجات الناس من أجل تحقيق أهدافهم السياسية الأنانية الضيقة”، حسب وصفها.
وزعمت الوزارة أن الدول الغربية “أصرت فقط على توسيع الآلية التعسفية للمساعدات عبر الحدود، والتي يستخدمها لتقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها، فضلاً عن تغذية الإرهابيين المدرجين في القائمة في إدلب”.
وأضافت أنه، لذلك وجه الغرب ما يشبه “إنذارا نهائياً” يطالب بتمديد الآلية لمدة 12 شهراً، مع “حذف جميع البنود الإنسانية الحقيقية التي تضمنها مشروع القرار الروسي”.
وقالت الوزارة إن موسكو دعت إلى “تقديم دعم شامل لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، دون تمييز وشروط مسبقة، ولفتت الانتباه إلى أهمية ضمان الوصول المستدام ودون عوائق إلى جميع مناطق البلاد من دمشق عبر خطوط التماس وعبر الحدود بالاتفاق مع الحكومة السورية، بما يساعد في تهيئة الظروف لممارسة الحق الأساسي للاجئين والنازحين في العودة إلى أماكن إقامتهم الدائمة”.
وذكرت الوزارة أن المقترحات الروسية شملت “تضمين مشروع قرار مجلس الأمن الدول دعوة لرفع العقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تمنع تقديم المساعدة الإنسانية وتشكل شكلاً من أشكال العقاب الجماعي لملايين السوريين العاديين، لكن الغرب تجاهل المقترحات الروسية”، حسب ادعائها.
وكان قد شجب الاتحاد الأوروبي الفيتو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي استخدمته موسكو قبل يومين، ضد تجديد قرار إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الناس في شمال غربي سوريا.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الخميس، إن عدم تجديد قرار مجلس الأمن رقم 2672 نتيجة لحق النقض الروسي سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتردّي أساساً في شمال غرب سوريا، وسيعطّل على نحو خطِر تسليم الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة إلى ملايين المحتاجين.
وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء تأثير هذا القرار وزيادة تسييس المساعدة الإنسانية المقدّمة إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها، وحث روسيا على عدم مفاقمة معاناة الملايين من السوريين من دون داعٍ، ورحب بتمديد فتح معبريْ باب السلام والراعي إلى 13 آب 2023، لافتاً أن هذا الاتفاق الثنائي قصير الأجل، لا يوفر وصولاً مستقراً للمنظمات الإنسانية للتخطيط وتقديم المساعدة في الوقت المناسب وبطريقة فعّالة في شمال غربي سوريا.
وكان قد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن خيبة أمله لفشل مجلس الأمن الدولي في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى” مع تركيا.
بدورها، قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن روسيا لم تكن على قدر مسؤوليتها تجاه المجلس، مؤكدة التزام واشنطن بإعادة السماح بفتح المعبر الحدودي لإدخال المساعدات.
من جانبه، وصف المندوب البرازيلي “الفيتو” الروسي بأنه “انتكاسة مروعة”، وطعنة في ظهر التضامن”، الذي يعتبر من أسباب وجود الأمم المتحدة، في حين دعت المندوبة اليابانية، إلى وضع الملف السوري على قائمة أعمال المجلس حتى تنفيذ القرار 2254.
كما أدان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، “الفيتو” الروسي، مشيراً إلى أنه لا ينبغي مناقشة إيصال المساعدات الإنسانية في الأصل، لكن بعض البلدان تضع السياسة فوق الضرورات الإنسانية.