الاتحاد الأوروبي” يشجب “الفيتو” الروسي ضد تمديد قرار إيصال المساعدات إلى سوريا
حث الاتحاد الأوروبي روسيا على عدم مفاقمة معاناة الملايين من السوريين من دون داعٍ
شجب الاتحاد الأوروبي الفيتو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي استخدمته موسكو قبل يومين، ضد تجديد قرار إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الناس في شمال غربي سوريا.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان، اليوم الخميس، إن عدم تجديد قرار مجلس الأمن رقم 2672 نتيجة لحق النقض الروسي سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتردّي أساساً في شمال غرب سوريا وسيعطّل على نحو خطِر تسليم الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة إلى ملايين المحتاجين.
وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء تأثير هذا القرار وزيادة تسييس المساعدة الإنسانية المقدّمة إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها، داعياً مجلس الأمن إلى بذل كل جهد ممكن للتوصّل إلى حلّ يمكّن من مواصلة المساعدة عبر الحدود.
وأكد البيان أنه لا يوجد بديل مناسب للآلية التي تنسّقها الأمم المتحدة، ووقف التسليم عبر الحدود سيؤدي إلى فقدان شريان الحياة الوحيد لأكثر من 4 ملايين شخص يعيشون في شمال غربي سوريا، بما في ذلك قرابة 3 ملايين نازح داخلياً، ما من شأنه أن يسبّب المزيد من المعاناة غير الضرورية للشعب السوري الذي تأثر بأكثر من عقد من الصراع وعواقب زلزال مدمّر.
وحث الاتحاد الأوروبي روسيا على عدم مفاقمة معاناة الملايين من السوريين من دون داعٍ، ورحب بتمديد فتح معبريْ باب السلام والراعي إلى 13 آب 2023، لافتاً أن هذا الاتفاق الثنائي قصير الأجل، لا يوفر وصولاً مستقراً للمنظمات الإنسانية للتخطيط وتقديم المساعدة في الوقت المناسب وبطريقة فعّالة في شمال غربي سوريا.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل بذلَ قصارى جهده لتوفير المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة و التي تشتدّ الحاجة إليها، من أجل المحتاجين في شمال غربي سوريا عبر جميع الطرائق المُتاحة، والتي لا يمكن أن تحلّ محلّ شريان الحياة الذي توفّره المساعدات الإنسانية عبر الحدود و التي تنسّقها الأمم المتحدة.
وكان قد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن خيبة أمله لفشل مجلس الأمن الدولي في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى” مع تركيا.
بدورها، قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن روسيا لم تكن على قدر مسؤوليتها تجاه المجلس، مؤكدة التزام واشنطن بإعادة السماح بفتح المعبر الحدودي لإدخال المساعدات.
من جانبه، وصف المندوب البرازيلي “الفيتو” الروسي بأنه “انتكاسة مروعة”، وطعنة في ظهر التضامن”، الذي يعتبر من أسباب وجود الأمم المتحدة، في حين دعت المندوبة اليابانية، إلى وضع الملف السوري على قائمة أعمال المجلس حتى تنفيذ القرار 2254.
كما أدان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، “الفيتو” الروسي، مشيراً إلى أنه لا ينبغي مناقشة إيصال المساعدات الإنسانية في الأصل، لكن بعض البلدان تضع السياسة فوق الضرورات الإنسانية.
وعرقلت روسيا أول أمس، تصويت مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، بعد استخدامها حق النقض “الفيتو”، ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” إلى سوريا، حيث صوت أعضاء مجلس الأمن الـ13 الباقون لصالح القرار، الذي صاغته سويسرا والبرازيل، بينما امتنعت الصين عن التصويت.