صحيفة بريطانية تتحدث عن نهاية “الربيع العربي” بعد عودة “الأسد” لجامعة الدول العربية
بشار الأسد عاد مؤخراً إلى مقعد سوريا بجامعة الدول العربية، بعد 12 عاماً
تحدثت صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية عن نهاية “الربيع العربي”، وعودة سيطرة الأنظمة الاستبدادية في الدول العربية، وذلك بعد إعادة الجامعة العربية نظام الأسد لشغل مقعد سوريا، معتبرة أن ذلك يعني فتح فصل جديد قاتم في عالم مظلم.
وتحدث المثال الذي كتبه الباحث فارع المسلمي في “مركز تشاتام هاوس” البريطاني، عن أن الجامعة العربية رحبت بأذرع مفتوحة بعودة نظام الأسد ومشاركته في اجتماعاتها رغم مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين على يد هذا النظام.
وقالت الصحيفة إن الأنظمة الاستبدادية بعد أكثر من عقد من الربيع العربي أعادت في جميع أنحاء المنطقة تأكيد سيطرتها، وأرسلت رسالة واضحة مفادها أنه لن يحدث أي تغيير وستستمر الأنظمة السياسية القائمة مهما وقع.
وأردفت أن أكثر ما يلفت الانتباه الآن هو تضامن هذه الأنظمة واستعدادها لتنحية الخلافات السابقة جانبا لمصلحة سياسة “الواقعية”، مشيرا إلى أنها لم تعد ترى فائدة في الصراعات بالوكالة، وبدلا من ذلك فهي على استعداد لإعطاء الأولوية للتعاون مقابل جهود الإصلاح في المنطقة.
وأشارت إلى أن لسان حال الأنظمة العربية يقول للنظام حاليا: “حتى لو عارضناك من قبل، ما دمت تحافظ على السلطة في قبضتك فستحظى بالترحيب بك مرة أخرى في الحظيرة”، مضيفة “وتلاشت في لحظة سنوات من العزلة الدبلوماسية التي تعرض لها نظام الأسد”.
ورصد الكاتب بالتفصيل عودة الدكتاتورية إلى كل الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي، قائلاً إن عواقب هذا الانبعاث الاستبدادي مدمرة لكل من شعوب المنطقة ومستقبل الديمقراطية، مشيراً في الوقت نفسه إلى انزلاق السودان إلى تجدد أعمال العنف التي تهدد باندلاع حرب أهلية واسعة.
وقالت الصحيفة في المقال الذي نقله موقع “الجزيرة”، إن الأنظمة الاستبدادية العربية تأمل أن تكون شعوبها منهكة بسبب الصراع والقمع، ولا تمتلك الإرادة لإعطاء الأولوية لدعوات التغيير.
وأكدت أن مستقبل المنطقة لا يزال في متناول يد من يؤمنون بالديمقراطية، لافتاً الانتباه إلى أن الجيل المعاصر يعيش صحوة سياسية بعد أن شاهد عياناً هشاشة الأنظمة القمعية، موضحة أن الواجب يقتضي أن تعيد قوى التغيير تجميع صفوفها، وأن تجد مناهج وأدوات جديدة للنضال المقبل.
ودعا كات المقال المجتمع الدولي إلى دعم جهود الإصلاح الديمقراطي السلمي، وعدم التضحية بها على مذبح النفعية السياسية.
يشار إلى أن دبلوماسيين غربيين، قالوا لصحيفة “الشرق الأوسط”، الاثنين، إن الدول الغربية ستراقب مرحلة ما بعد إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، للتحقق من وجود تغيرات.
وأوضحت الصحيفة، أن الدول الغربية تراقب لترى ما إذا كان النظام سيتحرك للقيام بخطوات إيجابية في اتجاه الحل السياسي، وعودة اللاجئين، وضبط عمليات تهريب المخدرات، واحترام القرارات الدولية بشأن سوريا.
وأضافت أن الولايات المتحدة ومعها دول غربية مؤثرة ستتخذ “موقفاً متشدداً حيال النظام إذا اكتفى بالعودة إلى الأسرة العربية من دون التعاطي إيجاباً مع الملفات العالقة، وهو ما تطالب به دول عربية أيضاً”.
راديو الكل – متابعات