“وول ستريت جورنال”: ميليشيا عراقية تابعة لإيران هاجمت قاعدة أمريكية في سوريا
في آذار، قتل متعاقد أمريكي وأصيب جنود بهجوم على قاعدة أمريكية في الحسكة.
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أمس الأحد، إن ميليشيا عراقية مدعومة من إيران، مسؤولة عن غارة بطائرة من دون طيار أدت إلى مقتل متعاقد أميركي في سوريا، قبل أسابيع، وفق ما نقل موقع قناة “الحرة”.
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين أميركيين، لم تكشف عن هوياتهم، حددوا هوية الطائرة التي هاجمت حظيرة صيانة أميركية في الحسكة وتسببت بمقتل المتعاقد، من خلال تتبع رقم تسلسلي وجد في حطام الطائرة، وتمكنوا من ربطها بإيران.
وأضافت أن مسؤولي المخابرات الأميركية لم يتمكنوا من معرفة نقطة انطلاق الطائرة إلا بعد أسابيع من البحث.
ولفتت الصحيفة أن الطائرة هي من نوع “قاصف 2” الإيرانية، والتي تستعمل بكثرة من جانب الجماعات المسلحة العراقية الموالية لطهران.
ونفذت طائرات أميركية غارات انتقامية قبل أسابيع، ضد منشآت في شرقي سوريا، قالت الولايات المتحدة إنها مرتبطة بـ”الحرس الثوري الإيراني”، مما أسفر عن مقتل ثمانية مسلحين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي وصفته بالرفيع، قوله “نحن لا نتطلع إلى الدخول في مناوشات متبادلة مع هذه الجماعات، وهو ما تريده بعض الجماعات منا أن نفعله”، مضيفا أن “سياستنا هي محاسبة إيران على كل هذه الهجمات”.
وكانت قد أعلنت ميليشيا “لواء الغالبون” مسؤوليتها عن الهجوم -وهي ميليشيا عراقية مجهولة يتوقع أن تكون واجهة لإحدى الحركات المسلحة المعروفة- كما نشرت شريط فيديو لإطلاق طائرة من دون طيار.
وتشتبه واشنطن بأن تكون المجموعة واجهة لميليشيا “حزب الله النجباء”، وهي حركة تصنفها واشنطن منظمة إرهابية، ويقودها رجل دين شاب اسمه أكرم الكعبي.
ونقلت الصحيفة عن ناصر الشمري، المتحدث باسم الحركة، قوله إن الهجوم نفذ من العراق فعلا، لكنه نفى أن تكون جماعته متورطة، وقال: “نشعر بالفخر لمثل هذه الاتهامات في الواقع، ولكن لم نكن نحن”.
وتقول “وول ستريت جورنال” إن إيران قالت في وقت لاحق من خلال القنوات الدبلوماسية أنها مستعدة لوقف الهجمات إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه، ومنذ ذلك الحين، توقفت هجمات الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا إلى حد كبير، كما يقول مسؤولون أميركيون.
يذكر أن ميليشيا “الغالبون”، أعلنت في 26 آذار، مسؤوليتها عن هجوم استخدمت فيه طائرة مسيرة لاستهداف قاعدة عسكرية أميركية في سوريا بعد أيام من وقوعه، والذي أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة جنود آخرين.
وتزامناً مع ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عدم نيتها تقليص وجودها العسكري في سوريا، مؤكدة احتمال شن مزيد من الضربات على الميليشيات الإيرانية في البلاد.
وتتواجد في سوريا ميليشيات متعددة الجنسيات (إيرانية، وعراقية، ولبنانية، وأفغانية) مدعومة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، قوامها الآلاف من العناصر والمئات من القياديين والمستشارين العسكريين.