الأردن يلوّح مجدداً بعمل عسكري في سوريا لمكافحة تهريب المخدرات
غارات جوية استهدفت مواقع في جنوبي سوريا، رجحت مصادر محلية أن طائرات أردنية نفذتها.
صرّح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أنّ بلاده وفي حال اتخاذها أي خطوة لحماية أمنها الوطني، ستعلن في وقتها المناسب، وذلك بعد ساعات من غارات جوية استهدفت مواقع في جنوبي سوريا، رجحت مصادر محلية أن طائرات أردنية نفذتها.
ووفق ما نقلت وكالة “عمّون” اليوم الاثنين، أضاف الصفدي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهولندي، أنّ “مشكلة المخدرات هي تهديد كبير للمملكة وللمنطقة وللعالم أجمع في ضوء تصاعد عمليات تهريب المخدرات، وخلال اجتماع عمان تمت مناقشة ذلك”.
وأشار إلى “اتفاق أردني سوري، لتشكيل فريق أمني سياسي مشترك لمواجهة خطر المخدرات والانتهاء منه بشكل كامل، ومستمرون بالعمل لإنشاء اللجنة، وسنتواصل مع وزارة الخارجية السورية لاتخاذ آلية عمل واضحة”.
وقبل أيام، هدد الصفدي بشن بلاده عملية عسكرية داخل الأراضي السورية، في حال استمرت عمليات تهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، وقال بتصريحات لقناة CNN الأمريكية، نُشرت الجمعة: “نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف”.
وأضاف: “إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية، ليس فقط في الأردن، ولكن عبر دول الخليج والدول العربية الأخرى والعالم”.
وشن طيران حربي، يرجح أنه أردني، فجر اليوم الاثنين، غارات جوية على مناطق عدة في ريفي درعا والسويداء، قالت شبكات إخبارية محلية إنها استهدفت مهربي مخدرات.
وكانت قد أحبطت القوات الأردنية أمس محاولتي تسلل، وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة والذخائر، عند الحدود مع سوريا.
وفضلاً عن انتشارها بمختلف مناطق السيطرة في سوريا، ضُبطت خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية، شحنات كثيرة من “الكبتاغون” قادمة من مناطق سيطرة نظام الأسد، في السعودية والكويت ولبنان والأردن وليبيا وإيطاليا واليونان ورومانيا ودول أُخرى.
وفي تشرين الأول الماضي، أفاد “تجمع أحرار حوران” أن عدد مصانع حبوب الكبتاغون في جنوبي سوريا، يتراوح بين 8 و10 مصانع آلية ونصف آلية، وبقدرة إنتاجية تصل إلى أكثر من 10 مليون حبة كبتاغون شهرياً.
ونهاية العام الفائت، وقّع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ميزانية الدفاع الأمريكية التي قدمها الكونغرس عن السنة المالية للعام المقبل، وتتضمن قانون مكافحة المخدرات التي يديرها نظام الأسد، وفق ما ورد في بيان نشره البيت الأبيض.
وأكد تحقيق مطوّل لصحيفة “دير شبيغل الألمانية”، حمل عنوان “سوريا: تهريب المخدرات بإشراف من نظام بشار الأسد”، في حزيران الماضي، أن رموز النظام أكبر المتورطين في تجارة المخدرات التي تتجاوز الحدود السورية وتصب في الخليج وأوروبا بعوائد وصلت إلى 5.7 مليارات دولار عام 2021 وحده، وفق ما نقل موقع قناة “الجزيرة”.
وأكد التحقيق أن هذه الصناعة القائمة على عقار “الكبتاغون”، وتمتد عملياتها في عموم سوريا، من خلال ورشات للتصنيع ومصانع للتعبئة يتم فيها إخفاء المخدرات وتجهيزها للتصدير عبر شبكات تهريب تتكفل بنقلها إلى الأسواق الخارجية.
كما كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في وقت سابق، أن تجارة مخدرات غير قانونية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات يديرها شركاء أقوياء وأقارب لرأس النظام بشار الأسد.