الولايات المتحدة تشترط تحقيق تقدم سياسي “حقيقي” لدعم إعمار سوريا
واشنطن أكدت أنها لن تطبع مع نظام الأسد، ودعت الدول لعدم فعل ذلك.
أكد نائب مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورانتيس أن الولايات المتحدة لن تقبل بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، داعياً الدول الأخرى أيضاً للامتناع عن فعل ذلك، مشيرة إلى أن دعم إعمار سوريا مرهون بتحقيق تقدم سياسي.
وأضاف ديلورانتيس خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات المفروضة على نظام الأسد، ولن تدعم عملية إعادة الإعمار التي يقودها في غياب إصلاحات حقيقية وشاملة ودائمة، وإحراز تقدم في العملية السياسية.
ودعا المسؤول الأمريكي نظام الأسد للانخراط في العملية السياسية بحسن نية، واعتماد وقف إطلاق نار شامل و دائم، والإفراج عن المعتقلين وتوضيح مصير المفقودين.
وحذر من سماح نظام الأسد لروسيا باستخدام سوريا كنقطة لوجستية لتصدير أنشطتها المزعزعة للأمن و الاستقرار إلى أفريقيا وإغراق المنطقة المجاورة بالمخدرات غير المشروعة، وفق ما نقلت قناة “الحرة”.
وأكد ديلورانتيس رفض بلاده أي ادعاءات تزعم أن العقوبات الأميركية تعيق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، مشيراً إلى وجود استثناءات إنسانية واضحة للعقوبات الأميركية.
وشدد على استعداد واشنطن للتنسيق مع الأمم المتحدة وشركائها في العمل الإنساني، لمعالجة أي عوائق تتسبب بها العقوبات الأميركية على سير عمل المنظمات الإنسانية.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، صرحت السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك، أن التطبيع مع نظام الأسد لا يجب أن يكون مجانياً، مطالبة الدول العربية التي تطبع مع النظام بالضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين ودفعه للتنازل.
وقالت السفير لصحيفة “العربي الجديد”، إن التطبيع مع النظام يجب “ألا يكون هدية مجانية، بل فرصة لانتزاع بعض التنازلات الإنسانية، كالإفراج عن المعتقلين والمغيبين قسراً، والتواصل مع عائلات الضحايا والسماح بعودة اللاجئين واستعادتهم ممتلكاتهم”.
وأردفت أن “الاقتصاد يعيش أيضاً حالة من الفوضى، على عتبة الانهيار. لذا فهي مأساة إنسانية. كانت الفرصة ملائمة بداية الربيع العربي لكي يخوض بشار الأسد حواراً مع كافة الأطراف، إلا أنه سلك طريق الاستبداد مستخدماً العنف ضد المتظاهرين السلميين، بمن فيهم الأطفال. ولم ننس بعد قصة الطفل الصغير الذي جرى اختطافه وتسليمه إلى عائلته جثة مشوهة”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قالت في تقرير نشرته في وقت سابق، إن دولاً عربية قدّمت عرضاً لنظام الأسد، لإعادة العلاقات الدبلوماسية معه، وإعادة إعمار سوريا، والضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عنه، مقابل تطبيق النظام لعدد المطالب.
وتطالب الدول العربية في هذا العرض، بتعاون نظام الأسد مع المعارضة السياسية السورية، وقبول توفر القوات العربية الحماية للاجئين العائدين، ووقف تهريب المخدرات غير المشروع، والطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في سوريا.
راديو الكل – متابعات